الكل يعلم ان المرجعية الدينية في العراق خصوصا وفي مجمل الدول التي يتواجد فيها الشيعة عموما لها خصوصية التوجيه والارشاد والنصح من جانب ووضع منهج العمل بالتعبد على فتاويها من جانب اخر حيث تكون الفتوى ملزمة لاتباع أي مرجع يصدر فتواه باتجاه تحقيق الغرض الالهي وما يتعلق بحياة الناس عموما حين تتعرض حياتهم ومقدساتهم ودينهم الى الخطر الداهم.
اليوم نحن في العراق نمر باقسى ازمة امنية تمر عليه لاول مرة وبهذا الحجم المؤثر في الواقع السياسي والاجتماعي ولعل مرجعية آية الله السيد السيستاني هي الفاعلة على الساحة العراقية ولابد من ان يتوجه الجميع اليها من كافة الطبقات السياسية ولا اعني بذلك فقط من يلتزمون بمبدأ التقليد عند الشيعة وانما كل الاطياف والاعراق والاديان تكون ملزمة بتوجيهات المرجعية والاستئناس برأيها خصوصا ونحن وقفنا خلال الفترة الماضية على فتوى الجهاد الكفائي التي احدثت نقلة نوعية في الموقف الامني في البلد وغيرت موازين القوى بعد الهجمة الارهابية الشرسة التي قام بها تنظيم داعش عند دخوله الى مدن عراقية محاولا الوصول الى عمق الدولة العراقية فكان صمام الامان فيها صوت المرجعية الدينية المتمثلة بالسيد السيستاني حيث اوقفت فتواه زحف هؤلاء المغول وتتار العصر في مناطق محدودة ولا زالت ضلال هذه الفتوى تطل على العراق بقوة وتعبئ القوى الشعبية لمواجهة المد الارهابي وهذا الموقف يجب ان يأخذه جميع السياسيين العراقيين بالحسبان وان يعملوا على التقيّد بما توصي به مرجعية السيستاني لأن فيها الحكمة والخلاص والعبور الى بر الامان من اجل الشعب وما يعانيه لأن العراق اكبر بكثير من شخص فلان وفلان واكبر من الحزبية والقومية والدين وغير ذلك من المسميات ، نتمنى على الجميع ان لا يخرج عن رأي المرجعية الدينية وحكمتها حتى لو كان لنا استحقاقا يفضلنا على الاخرين لأن الانكار للذات والعمل على مراعاة هموم الناس ومعاناتهم هي الاهم برأي الشخصي ومن يقفز على استحقاقاته بالايثار فهو صاحب الحظوة والمكانة بين نفوس ابناء الشعب العراقي ،وهذا ما نرجوه من الجميع .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat