أكذوبة التغيير بالأغلبية
باقر العراقي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
باقر العراقي

مرة أخرى يوضع المواطن العراقي؛ تحت اختبار صعب وخطير جدا، حينما يتقدم لانتخاب نواب جدد لبرلمان جديد، والكل يرفع شعار التغيير، تلبيه لنداء المرجعية، والتخلص من الواقع المزي، الذي يعصف بحياة الناس يوميا ولسنوات طويلة، أجهدت الوطن والمواطن خدميا وامنيا واجتماعيا.
التغيير الذي يطالب به العقلاء والمرجعية، هدفه التخلص من الواقع الفاسد، من خلال تغيير الوجوه التي لم تجلب الخير للعراق وأهلة، وهذا يعني تغيير المسؤول الذي لم يؤدي الامانه، ولم يخدم الناس، ولم يحفظ أمنهم، واستباح أموالهم وترك دماءهم للإرهاب، وعمل طوال السنوات الماضية لمصلحته الشخصية وحزبه وكتلته.
لكن؛ أن تقوم كتلة أو حزب حكمت العراق،
لسنوات وفشلت فشلا ذريعا في كل شيء تقريبا، برفع لواء التغيير، هذا شيء عجيب وغريب ولم نسمع به، في كافة ديمقراطيات العالم وديكتاتورياتها، فهل يريدون تغيير الواقع الفاسد من خلال تغيير غيرهم؟ وهو ما حصل فعلا، فالاجتثاث الانتخابي الجديد، طال أغلب الشرفاء الذين تكلموا عن فساد الحكومة، وقام بتثبيت كل من داهنها تزلفا واحتقارا، وإن كان محكوما وإرهابيا وفاسدا.
فلو فرضنا إننا سنغير نحو الأغلبية الحكومية، والتي تعني الاستحواذ على رئاسة الوزراء قيادة الجيش- الأمن- الدفاع- الداخلية- والمخابرات- والمصالحة الوطنية -التجارة -الشباب التعليم-المرأة-هيئات الإعلام والنزاهة والعدالة والسجناء والشهداء، والكثير من لا يعد ويحصر في مقال أو تقرير، الم تكن كل تلك الوزارات بيد حزب واحد؟ أذن فما هي الأغلبية؟وما هو التغيير.
إذا كانت أغلبية السنوات الماضية لم تجلب الخير والأمان للناس، فكيف نصدق أغلبية الأربع سنوات الجديدة؟ وبنفس الشخوص ونفس النهج المتبع سابقا، إذن فالأغلبية أكذوبة انتخابية، وعلينا تغيير الوجوه التي لم تجلب الا الإرهاب والفساد والفقر لنا، وتغيير الخطط السابقة أيضا.
وعلينا أن نعرف إن التغيير نحو الأفضل يعني تغيير الوجوه الكالحة والخطط معا ، فمن السذاجة والغباء معا، أن نعمل نفس الأمور السابقة، وبنفس الطريقة السابقة، ونتوقع نتائج مختلفة نحو الأفضل.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat