استشار أحد أولئك الراغبين في الترشيح بعضَ من يثق بهم من ذوي الخبرة والصدق في هذا المجال . فبادر بسؤالهم ما رأيكم ياأخوتي في الترشيح ؟ فاستعد للاجابة أحد أصدقائه وكان هذا الحوار :
- أنت لك سمعة حسنة وتاريخ مشرف ولكن كما تعلم فان للانتخابات شروط لا يمكن لأحد النجاح فيها ما لم يضمن هذه الشروط .
- حسناً وما هي ؟
- هل لديك معرفة بأحد التجار الكبار أو المقاولين أو رجل أعمال أو سياسي كبير مُمَوَّل ومُمَوِّل ؟
- ولمَ ذاك ؟
- إن الانتخابات اليوم غيرها في عام 2005 أو 2009 وستكون غيرها في 2018 عما هي في 2014 اذا شاء الله لها ان تقام ، إن الانتخابات ستتحول شيئاً فشيئاً الى لعبة وفن وصناعة وليس اختيار حر لممثلين وعندما تكون كذلك فلا بد لكل مرشح من مالٍ يدعمه سواءً كان هذا المال مصدره السلطة أو رجال الأعمال أو التبرعات ، مال يتحول الى دعاية واعلام وإنفاق على بعض الناخبين ؟
- ولكن ذلك يعني أنك ستكون يوماً ما مأموراً لأولئك الممولين !!
- من يمولوك أذكياء لا يحرجوك دوماً بل إنهم يتحينون فرصةً ما لتفيدهم !! وربما لن يكون الطلب مالياً بل سياسياً ، فمال الانتخابات ياتي البعض منه من دول لها اجندات سياسية لا تريد الا صوتك في القضايا الحساسة .
- انت تهول الامور وجعلت من الانتخابات لعبة مخابرات هناك الكثير ممن لم يتورط في مثل هذه الصفقات وحصل على الاصوات التي تؤهله للفوز وربما لم يخسر إلا خمسة أو ستة ملايين دينار هي ثمن (( الاعلانات وكارتات التعريف )) .
- نعم أؤيد ذلك ولكن اين هم اليوم هؤلاء لن يفوزوا مرةً اخرى وسينسحبون من السياسة تدريجياً . إنهم محبطون . هل تعلم أن حملةً انتخابية لقائمة واحدة لمجلس أحد المحافظات كلفت زعيم القائمة أكثر من مليار دينار ؟؟!! وهل تعلم أن زعيم أحد القوائم قد أصدر أوامر إدارية لتعيين ألف شخص قبل الانتخابات ؟ وهل تعلم أن بعض المرشحين لمجلس النواب قد أهدوا لبعض الداعمين لهم خواتم من ذهب ؟ وهل تعلم أن البعض منهم قد أعد عشرات الولائم للناخبين تكلف كل واحدةٍ منها بضعة ملايين دينار ؟؟
- إن كان هذا من جيبه فلا بد اذن أنه على يقين بانه سيسترجعه وان كان من من جيب غيره فلا بد له من ثمن يخل بنزاهته واخلاصه وقسمه حين يتولى المسؤولية ؟؟!!
- هذا ما سيكون عليه الحال وإن كان هناك من شذوذ فلكل قاعدة استثناء فأنا أعرف بعض المتمكنين من لا يهمه كم ينفق فهو ثري ويريد ان يحتل موقعاً رغم كل الخسائر فهي بالنسبة له هواية أو مغامرة أو مقامرة أو ربما تكليف ، نعم مثل أولئك موجودون وموجود أيضاً من يحالفه الحظ وعلاقاته الاجتماعية وسمعته الطيبة أن يسجل فوزاً ولكن ذلك استثناء ، ان الانتخابات لم تعد حرة ومثالية كما يتصورها البعض ، وللأمانة فان الرئيس الامريكي صناعة وليس اختيار وكذا كل الدول المتمشدقة بالديمقراطية في الغرب ولكنها شرعت ذلك بقانون فهناك شركات تنفق تحت ضوء الشمس وهناك هبات وتبرعات مسجلة من هي وكم تدفع وعلاقات خاصة وعامة تنتج بمجملها الرؤساء والنواب ، ورغم ذلك فتلك الشعوب لا ترى حتى الان ما هو أفضل من النظام الديمقراطي .
حقاً انه حوار مُقرِف تشمئز منه النفوس ويأباه الطبع السوي ولكنه الحقيقة فليس لنا من خيار سوى دعم الانتخابات وان شابها ما شابها فهي الأفضل من باقي الخيارات .
hmft1961@gmail.com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
استشار أحد أولئك الراغبين في الترشيح بعضَ من يثق بهم من ذوي الخبرة والصدق في هذا المجال . فبادر بسؤالهم ما رأيكم ياأخوتي في الترشيح ؟ فاستعد للاجابة أحد أصدقائه وكان هذا الحوار :
- أنت لك سمعة حسنة وتاريخ مشرف ولكن كما تعلم فان للانتخابات شروط لا يمكن لأحد النجاح فيها ما لم يضمن هذه الشروط .
- حسناً وما هي ؟
- هل لديك معرفة بأحد التجار الكبار أو المقاولين أو رجل أعمال أو سياسي كبير مُمَوَّل ومُمَوِّل ؟
- ولمَ ذاك ؟
- إن الانتخابات اليوم غيرها في عام 2005 أو 2009 وستكون غيرها في 2018 عما هي في 2014 اذا شاء الله لها ان تقام ، إن الانتخابات ستتحول شيئاً فشيئاً الى لعبة وفن وصناعة وليس اختيار حر لممثلين وعندما تكون كذلك فلا بد لكل مرشح من مالٍ يدعمه سواءً كان هذا المال مصدره السلطة أو رجال الأعمال أو التبرعات ، مال يتحول الى دعاية واعلام وإنفاق على بعض الناخبين ؟
- ولكن ذلك يعني أنك ستكون يوماً ما مأموراً لأولئك الممولين !!
- من يمولوك أذكياء لا يحرجوك دوماً بل إنهم يتحينون فرصةً ما لتفيدهم !! وربما لن يكون الطلب مالياً بل سياسياً ، فمال الانتخابات ياتي البعض منه من دول لها اجندات سياسية لا تريد الا صوتك في القضايا الحساسة .
- انت تهول الامور وجعلت من الانتخابات لعبة مخابرات هناك الكثير ممن لم يتورط في مثل هذه الصفقات وحصل على الاصوات التي تؤهله للفوز وربما لم يخسر إلا خمسة أو ستة ملايين دينار هي ثمن (( الاعلانات وكارتات التعريف )) .
- نعم أؤيد ذلك ولكن اين هم اليوم هؤلاء لن يفوزوا مرةً اخرى وسينسحبون من السياسة تدريجياً . إنهم محبطون . هل تعلم أن حملةً انتخابية لقائمة واحدة لمجلس أحد المحافظات كلفت زعيم القائمة أكثر من مليار دينار ؟؟!! وهل تعلم أن زعيم أحد القوائم قد أصدر أوامر إدارية لتعيين ألف شخص قبل الانتخابات ؟ وهل تعلم أن بعض المرشحين لمجلس النواب قد أهدوا لبعض الداعمين لهم خواتم من ذهب ؟ وهل تعلم أن البعض منهم قد أعد عشرات الولائم للناخبين تكلف كل واحدةٍ منها بضعة ملايين دينار ؟؟
- إن كان هذا من جيبه فلا بد اذن أنه على يقين بانه سيسترجعه وان كان من من جيب غيره فلا بد له من ثمن يخل بنزاهته واخلاصه وقسمه حين يتولى المسؤولية ؟؟!!
- هذا ما سيكون عليه الحال وإن كان هناك من شذوذ فلكل قاعدة استثناء فأنا أعرف بعض المتمكنين من لا يهمه كم ينفق فهو ثري ويريد ان يحتل موقعاً رغم كل الخسائر فهي بالنسبة له هواية أو مغامرة أو مقامرة أو ربما تكليف ، نعم مثل أولئك موجودون وموجود أيضاً من يحالفه الحظ وعلاقاته الاجتماعية وسمعته الطيبة أن يسجل فوزاً ولكن ذلك استثناء ، ان الانتخابات لم تعد حرة ومثالية كما يتصورها البعض ، وللأمانة فان الرئيس الامريكي صناعة وليس اختيار وكذا كل الدول المتمشدقة بالديمقراطية في الغرب ولكنها شرعت ذلك بقانون فهناك شركات تنفق تحت ضوء الشمس وهناك هبات وتبرعات مسجلة من هي وكم تدفع وعلاقات خاصة وعامة تنتج بمجملها الرؤساء والنواب ، ورغم ذلك فتلك الشعوب لا ترى حتى الان ما هو أفضل من النظام الديمقراطي .
حقاً انه حوار مُقرِف تشمئز منه النفوس ويأباه الطبع السوي ولكنه الحقيقة فليس لنا من خيار سوى دعم الانتخابات وان شابها ما شابها فهي الأفضل من باقي الخيارات .
hmft1961@gmail.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat