صفحة الكاتب : د . حميد مسلم الطرفي

السعودية ليث مجروح أم كلب مسعور ؟؟
د . حميد مسلم الطرفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الفرق واضح بين الوصفين فقد جاء في مأثور العرب " الليث يضرى إذا خُدش " ويضرى يعني يشتد قوةً أما الكلب المسعور فذلك الذي يصاب بداء " الكلب " وهو داء فايروسي لن ينجو منه الحيوان إذا أصيب به فضلاً عن الإنسان إذا ما أكمل  الفيروس فترة حضانته وظهرت أعراضه التي منها الجنون والهيجان وخشية الماء أو ما يعرف بـ " رهاب الماء " . 
في آب عام 1990 دخل العراق الكويت ولم تنبز السعودية ببنت شفة اعتراضاً او استنكاراً أو تأييداً للغزو إلا بعد مرور شهر أو أكثر على الاحتلال ، حينها بررت السعودية ذلك بأن القوات العراقية كانت جاهزة لاحتلال السعودية فالحكمة التي يتطلبها الموقف هو في التزام الصمت الى حين توفير قوات كافية لحمايتها من أمريكا. منذ ذلك التاريخ وسياسة "المملكة" هادئة رزينة ترسم خطواتها بتأنٍ  وهدوء ، لا تطبل وتزمر تختار أدواتها في التدخل  في قضايا المنطقة بعناية   ، لا تتبنى الإعلام الصاخب في المواجهة ، تبدو واثقة بنفسها ونظامها الملكي العائلي العشائري البدوي كل الوثوق ، فهي صاحبة أكبر ثروة نفطية في العالم إذ يمكنها أن تصدر إثني عشر مليون برميل من النفط في اليوم فعصب إقتصاد العالم بيدها ، تتحكم في أسعار البترول ، ساهمت في تقويض الاتحاد السوفيتي السابق عبر امداداتها للـ (مجاهدين الأفغان ) في حينها بالمال والرجال والسلاح ، ومنذ ذلك التاريخ  وحتى اليوم تساهم السعودية في نشر الفكر الجهادي المتطرف الذي انبثق منه فكر القاعدة وأخواتها ، فعلت السعودية كل هذا وخطت به " خطى الشباب المُطمئِنِّ " كما قال الشاعر الأمير عبد الله الفيصل فما حدا مما بدا اليوم لكي تشاكس وتصول وتجول فتمتنع عن إلقاء كلمتها في الجمعية العامة للامم المتحدة وترفض مقعدها غير الدائم في مجلس الامن ويلتقي أميرها الثري طلال بن عبد العزيز بمسؤولين اسرائليين ليعلن في اللقاء  ان السعودية تتحالف مع اسرائيل ضد ايران ؟؟ !!! وتُبدي السعودية امتعاضها جهاراً نهاراً من الاتفاق النووي المؤقت بين ايران وست دول عظمى في مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية ؟؟  
منذ أفول شمس بريطانيا العظمى وعشيق مملكة أل سعود هو الولايات المتحدة الأمريكية يتسامران معاً في الليل والنهار لا يطلع على سرهما ونجواهما إلا المحبون أمثالهما ، وحتى أيام خاض العرب حروبهم مع ربيبة أمريكا إسرائيل في (1948 ، 1967، 1973) فإن العلاقات مع أمريكا لم يشوبها سوى عتاب حبيب طفح شوقه فباح بسره وما لبث إن عاد الى العناق فيتداركه المحبوب بالغمز والرضا . حكاية العشق هذه تذكرنا اليوم بحكاية العشق القصيرة بين بريطانيا العظمى والشريف حسين شريف مكة وما عرف حينها بمراسلات (حسين - مكماهون ) وكيف أغرى البريطانيون الشريف حسين فثار على الدولة العثمانية عام 1916 إبان الحرب العالمية الأولى بعدما وعدوه أن يكون ملك العرب وقاد ما يعرف بثورة العرب الكبرى ليجد نفسه في عام 1924 ملكاً غير مرغوب فيه حتى في مملكة ابنه عبدالله في الاردن بعد أن زحف ابن سعود بقواته على مكة ،  وحين استعان ببريطانيا أجابته  بأنها (تقف على الحياد ) ، فيغادر الشريف حسين  مكة من غير رجعة  . السعوديون هذه الأيام تراودهم ذات الفكرة السوداوية ، وإذا كان للشريف حسين في حينها مملكتان الاولى لولده الاكبر عبدالله في الاردن والثانية لولده فيصل في العراق ليموت في احداهما فاين يفر السعوديون الذين بلغ تعداد أسرتهم (15) خمسة عشر ألفاً أمراء وأفراد  يملكون مئة مليار دولار فقط !! ويتقاضون ملياري دولار سنوياً ذلك في عام 1996 عندما كانت موازنة "المملكة" أربعين مليار  وحسب الاندبندنت البريطانية ،  أين يفر من يتقاضى (270000) مئتان وسبعين ألف دولار شهرياً منذ ولادته وحتى يموت أولئك الأمراء الذين يبلغ عددهم الآلاف من آل سعود ، ناهيك عن تجارتهم "الحلال " حقاً انه كابوس ثقيل يزعج الساسة السعوديين ويؤرقهم فلا غرابة اذن ان تبدو تصرفاتهم هذه المرة مرتبكة وحادة  .  فعشيقها القديم  منذ عقود يبدو أنه يفكر في قطع بعض حبال المودة ، بعد أن تغيرت معادلات وطرأت متغيرات ودوام الحال من المحال ، وعشق السياسة منبته الغدر وفرعه الخيانة واستمراره المصلحة ، فلا يلومن أحدنا السعودية اليوم وعلينا ان نتوقع المزيد من المشاكسة والوقاحة وحتى الجنون فالملك عقيم ، وشتان بين " خدش "  لأسد و "كَلَبٍ " لكلب  . 
 
hmft1961@gmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حميد مسلم الطرفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/07



كتابة تعليق لموضوع : السعودية ليث مجروح أم كلب مسعور ؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net