التداول العشائري للسلطة
احمد العبيدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منذ ان سرت سُنة الانتخابات في العراق وأخذت تفرز فيما تفرز قيادات محلية ومسؤولين ، اصبح للعشائر دورها الابرز في العملية برمتها وحازت القدح المعلّى من حظوظ الفوز والتفويز ومن ثم الاستحواذ على مفاصل الادارة المحلية والقرار من خلال فرد من ابنائها يحالفه الحظ فيظفر بمنصب تنفيذي او تشريعي ، فنسبة الريف المرتفعة قياسا بالمدينة ، وعزوف اهل المدينة عن ضخ اصواتها في صناديق الاقتراع بعدما وجدوها غير ذات جدوى ، واستعادة عشائر غرب العراق ووسطه بطولة مسرح الحدث في حسم النزاع مع القاعدة بعد تصاعد الحرب الطائفية لعامي 2006 - 2007، كل ذلك كان له اثره الكبير في عودة العشائر الى الصدارة في العراق .
هذه الظاهرة دفعت بالطامحين للوصول الى مناصب للتشبث بانتماءاتهم العشائرية والاتكاء عليها في حشد الاصوات لكسب المعركة الانتخابية ، كما جعل المتنفذين منهم يصبّون جل اهتماماتهم لتقديم الخدمات لمناطق تواجد عشائرهم بتعبيد الطرق وإصلاح قنوات الري وبناء المدارس وغيرها ، فصرنا نرى طريقاً معبدا يستمر عدة كيلومترات لينتهي بمضيف هذا الشيخ او ذاك من شيوخ العشائر ، وما ان يتسلم أحدهم منصبا تنفيذيا متنفذا حتى يغدق على أبناء عشيرته من التعيينات اهمها واكثرها عددا.
سألني مضيفي الكريم جاداً قبل يومين ، من استلم محافظتكم لهذه الدورة ؟ فأجبت: دولة القانون. يبدو انني لم أفهم السؤال ، لكن مرافقي العارف بخلفيات الحديث أجابه بأن آلبو سلطان هم الذين تسلموا إدارة المحافظة من المسعود الذين كانوا يديرونها للدورة السابقة ، وراح الاثنان يقيمان مدى نجاح المسعود في ادارة المحافظة وهل انهم تفوقوا على بني مسلم الذين تسلموا رايتها منهم ، ام انهم كانوا أقدر منهم على ذلك. الحق اني استهجنت لهجة الكلام للوهلة الاولى ، لكن قليلا من التأمل ساعدني لاكتشفت ان رؤية مضيّفي الحصيف في ذلك قد أصابت كبد الحقيقة التي لم أكن قد أدركتها بعد ، ان ما يجري في محافظتنا بابل ، انما هو (تداول عشائري للسلطة) ليس إلا!!!
احمد العبيدي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat