الشعب الذي يكتب لا للفساد يكون مفخرة للحكومات والشعوب الأخرى
فلاح السعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المظاهرات بشكلها أمر حضاري وهو دليل ديمقراطية وحرية منطلقات الدول والحكومات, ومؤكدا أن المتظاهرين لا يريدون أن يستبدلوا الحكام دائما أكثر مما يريدون إصلاح النظام الذي تطرحه الحكومات على شعوبها ومن هنا لا بد للحكومات أن تتنبه لخروج شعوبها إلى الشوارع وما هي المطالب وكيف تقابل ويقابل الفرد المتظاهر بخروجه إلى شوارع الوطن الذي لا يكون بلا مواطنين ولا حكومات بلا محكومين ولا انتخابات بلا منتخبين ولا مطالب بلا مسئولين ولاولاولاولا....
ولذا أن أعطاء فرصة للمواطن للتعبير عن رأيه هو المنهج الصحيح لنجاح الحكومات لأنه كما هو المعلوم لدى الكثير من الشعوب وحكوماتها أن المواطن هو مصدر التشريع ...إلا أن البعض قد يعترض قائلا, وكيف يكون المواطن هو مصدر التشريع وهو فاقد للإختصاص الذي يؤهله لكي يكون مشرعا...؟؟؟
نقول ليس هو هذا المقصود بل المقصود أن المواطن هو الذي من اجله تقام الأوطان وتنصب الحكومات وتشرع القوانين فحينما يعبر عن رأيه وعن احتياجاته يكون مصدرا للمشرع كي يعطي قانونا ويصدر تشريعا يتوافق مع متطلبات الفرد في الوطن وكذا مع متطلبات الجماعة والأسرة والمجتمع بصورة عامة... فالطفل الصغير حينما يجوع يعبر عن رأيه وحاجته بالبكاء فتشرع الأم بتوفير متطلبات الطفل من خلال تفهمها لاحتياجاته ...
وبذا فالأم توفر ما تقدم به الطفل الصغير من التعبير الذي صدر منه...
وليس هناك ضير لو أن الحكومات تعاملت مع شعبها تعامل الأم مع الطفل الصغير وبذا تحرز تعلق الشعب بها كما يتعلق الطفل الصغير بأمه التي وفرت له الحنان والعطف وسهرت ن أجله الليالي الطويلة ...
فحينما يكتب الشعب لا للفساد فعلى الحكومات أن تستجيب لهذا المطلب الذي يجعلها تبرز الى الساحة العالمية بشعب واع يرفض الفساد أمام أنظار الشعوب الأخرى ....
ألا وهو رفعة رأس للحكومات أن تحكم هكذا شعب ... كلمة لا للفساد يجب أن تجتمع عليها كل الفئات من المواطنين والوزراء والبرلمانيين والرئيس ورئيس الوزراء...
وكان من الأفضل أن يتصدر المنبر بعد هذا المطلب كل من الرئيس ورئيس الوزراء ليشكروا هذا الشعب الذي يرفع شعار ( لا للفساد ) لأنه فخر لهم وللوطن وعليهم أن يخطبوا بالشعب خطبة شكرا وامتنان لأنه أظهر الوطن وحكومته بالمظهر المطلوب أمام شعوب العالم أجمع بل وعليهم أن يفعلوا مطالب الشعب إعلاميا لأنها مطالب تدعوا لبناء دولة تقوم على أساس الخير والعطاء والإصلاح والصلاح ...
وعلى الجميع أن يقولوا للشعب نحن منك ومعك ونحن لك ...وبذلك سيضعون البسمة على شفاه الشعب التي طالما جفت من العطش الذي رواها طيلة السنين وتزرع في قلبه الأمل الذي طالما افتقده تحت ظل جراح الويل والبكاء والحزن على ما فقده من الشباب والأطفال وبقية الفئات من قتل وانفجار وإرهاب ووووو....
فلا ينبغي أن تكون فجوة بين المواطن والمسئول ولا بين الرئيس والشعب ولا بين رئيس الوزراء والشعب...
رأيت في إحدى الدول أن قصر الرئيس قريب على مرتفع من (كراج السيارات) لنقل الركاب فسئلت أحدهم ماهذا البيت قال هذا قصر الرئيس قلت والعجب أن يكون هذا مكانه فهو قريب يمكن لأي فرد أن يصله ...!!!
فقال لا ليس عجيب لن الرئيس ورئيس الوزراء يجلسون كل يوم إثنين من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة الثامنة مساءا لاستقبال المواطنين ولأي طلب هم يستمعون ويستقبلون الجميع في هذا اليوم ومن لا يتوفر له وقت لاستقباله فيؤجلوه إلى الجمعة التي بعدها...
فهلا يكون للعراقيين هذا الفعل وهذا المطلب وأقترح للحكومة ان يخصصوا يوما يسموه ( يوم المواطن العراقي )
ويكون كما في تلك الدولة بل وأفضل لكي تزداد ثقة الجمهور وتزداد معرفة المسئول بأحوال الشعب التي طالما تضيع بين أوراق الحواشي...
أعان الله شعبنا وحفظه من كل مكروه