جمعتني صدفة غريبة برجل يعمل في المنطقة الخضراء ببغداد ويتردد إليها بين حين وآخر.
فسألته: هل في المهجومة الخضراء محلات واسواق وخضّارة كما لدينا.
قال : نعم فيها عدد من الدكاكين ، لكنها تبيع السلع بأضعاف سعرها خارج المنطقة.
وأضاف : ثمة صالون لحلاقة الرجال بين هذه الدكاكين ، قصدته قبل أيام وكان شعري كثاً فوضوياً ، فقلت في نفسي لأحلق هنا رأسي ما دام لدي متسع من الوقت.
وحين جلست انتظر دوري ، لاحظت ان من ينتهي من حلاقة رأسه يعطي الحلاق أجره خمسين ألف دينار ، فقلت في نفسي ، لعل بينهم حسابا قديما او دينا ، إذ لا يعقل ان تكون أجرة الحلاق بهذا القدر.
وحين وصلني الدور وانتهى من حلاقة رأسي أخرجت ورقة العشرة آلاف دينار اليتيمة من جيبي واعطيتها له أملا في استرجاع نصفها او اكثر منه ،كما يفعل حلاق منطقتنا في الحلة.
لكن الحلاق اصيب بالصدمة ، فسألني: ما هذا ؟ قلت له : اعطني الباقي.
قال : أي باقٍ ، ألم تشاهد كم اعطاني من خرج قبلك ؟
قلت : كم؟
قال : خمسون.
قلت: من كان هذا ؟
قال : الاخير كان ابن صباح الساعدي دفع خمسين ألف دينار .
قلت له : انا لست ابن الساعدي وانا رجل فقير ، وقد ساقتني الصدفة إليك ، ولا أملك في جيبي إلا هذه العشرة .
فرضي بها ولم يرجع لي شيئاً.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat