الجلبي وتوقعات الانقلاب : تخمين أم واقع
فراس الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يبدو ان السيد الجلبي يحاول في تصريحاته الاخيرة ان يثير شيئا نوعيا في الساحة السياسية العراقية يكون له ثقله وتأثيره على كافة الكتل والتنوعات السياسية الحاكمة وغير الحاكمة في العراق ولعل التصريح الاخير الذي اطلقه يوم امس حول امكانية ان يحصل انقلابا عسكريا في العراق يحتاج الى وقفة تأمل وإمعان في محاولة لفهم هذا التصريح وهل أن السيد الجلبي يمتلك معلومات مؤكدة في قيام هذا الانقلاب؟ ام لا: انها مجرد بروباكندا اعلامية يحاول من خلالها ان يضع الكثير من النقاط الهامة بالنسبة له في المسيرة السياسية التي يريدها وهو بذلك يحاول ان يدعم تصريحه السابق في المطالبة بعودة جيش المهدي الى المناطق الشعبية لحماية أتباعهم من المذهب الشيعي ، ربما يكون الرجل صائبا في امكانية الانقلاب، ولكنه غير صائب في اختيار البديل عن الدولة العراقية وقواها الامنية بدعوة المليشيات المسلحة الى السيطرة على الشارع العراقي وهذا سيسبب إرهاقا للدولة واستفزازا حقيقيا للمكونات الأخرى من المجتمع العراقي ولا اعلم كيف يدعو سياسي وعضو برلمان تشريعي يؤمن بأن الدستور حاكم وفوق الجميع الى عودة المجاميع المسلحة الى الشارع مع سلاحها، وهي ستكون بالتأكيد فرصة يرقص لها تنظيم القاعدة لتكون مفتاح الحل مع المناطق الشعبية التي كانت فيما مضى حاضنة لهم ونبذتهم كي يعودوا الى تلك الحواضن بحجة حمايتهم لأن الخوف والهلع وعدم الأمان سيكونان سيدا الموقف عند عامة الناس وهذا ما يعني التصادم الحقيقي بين مكونات الشعب العراقي والتي عاشها بمرارة طيلة السنوات ما بين 2006 وحتى العام 2008 سالت فيها دماء كثيرة والعراقيون يخافون أفقها بشكل دائم .
بالعودة الى الانقلاب العسكري نقول يمكن ان يحدث فيما لو بقيت تلك التمزقات التي تعيشها العملية السياسية قائمة وهذا التنافر الكبير بين الفرقاء السياسيين وكذلك البعض منهم عندما يضرب تحت الحزام ويقوض عمل الحكومة العراقية وتوجهاتها أملا منه بأن يربكها وتكون عاجزة غير قادرة ، كما ان الاتفاقات الخارجية لبعض السياسيين وحجيجهم الى بعض دول المنطقة يفسح المجال امام الانقلابيين من خلال ارتباط بعض الضباط المخترقين من قوى الجيش والشرطة والذين يمكن ان تشتريهم تلك الدول ، كل ذلك يمكن ان يمهد لانقلاب عسكري على حساب الدستور العراقي في غفلة من السياسيين الذين يؤمنون بالتغيير الجديد في العراق ومنهم السيد احمد الجلبي الذي كان له تاريخ في مواجهة البعث ونظامه لكنه للأسف سيكون ضحية تلك المخططات دون ان يعرف وما تصريحه هذا بالانقلاب الا تخوف وهاجس يمر عليه يحاول ان ينبه له قبل ان يسد الطريق عن اولئك الباحثين عنه من خلال التكاتف مع الحكومة والقوى الامنية ودعمها .
الانقلاب يمكن ان يكون واقعا اذا استفحل الخلاف بينكم كسياسيين .. ويمكن أن يكون تخمينا اذا وضعنا في حسابات الزمن ان الانتخابات قادمة ويمكن ان تكون تلك التصريحات عبارة عن عيارات نارية في الهواء تصب في صناديق الاقتراع لأنها ستظهر ان الحكومة ورئيسها تحديدا عاجز عن القيام بمهمته الوطنية والسيطرة على الامن للحفاظ على ارواح الناس .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
فراس الخفاجي

يبدو ان السيد الجلبي يحاول في تصريحاته الاخيرة ان يثير شيئا نوعيا في الساحة السياسية العراقية يكون له ثقله وتأثيره على كافة الكتل والتنوعات السياسية الحاكمة وغير الحاكمة في العراق ولعل التصريح الاخير الذي اطلقه يوم امس حول امكانية ان يحصل انقلابا عسكريا في العراق يحتاج الى وقفة تأمل وإمعان في محاولة لفهم هذا التصريح وهل أن السيد الجلبي يمتلك معلومات مؤكدة في قيام هذا الانقلاب؟ ام لا: انها مجرد بروباكندا اعلامية يحاول من خلالها ان يضع الكثير من النقاط الهامة بالنسبة له في المسيرة السياسية التي يريدها وهو بذلك يحاول ان يدعم تصريحه السابق في المطالبة بعودة جيش المهدي الى المناطق الشعبية لحماية أتباعهم من المذهب الشيعي ، ربما يكون الرجل صائبا في امكانية الانقلاب، ولكنه غير صائب في اختيار البديل عن الدولة العراقية وقواها الامنية بدعوة المليشيات المسلحة الى السيطرة على الشارع العراقي وهذا سيسبب إرهاقا للدولة واستفزازا حقيقيا للمكونات الأخرى من المجتمع العراقي ولا اعلم كيف يدعو سياسي وعضو برلمان تشريعي يؤمن بأن الدستور حاكم وفوق الجميع الى عودة المجاميع المسلحة الى الشارع مع سلاحها، وهي ستكون بالتأكيد فرصة يرقص لها تنظيم القاعدة لتكون مفتاح الحل مع المناطق الشعبية التي كانت فيما مضى حاضنة لهم ونبذتهم كي يعودوا الى تلك الحواضن بحجة حمايتهم لأن الخوف والهلع وعدم الأمان سيكونان سيدا الموقف عند عامة الناس وهذا ما يعني التصادم الحقيقي بين مكونات الشعب العراقي والتي عاشها بمرارة طيلة السنوات ما بين 2006 وحتى العام 2008 سالت فيها دماء كثيرة والعراقيون يخافون أفقها بشكل دائم .
بالعودة الى الانقلاب العسكري نقول يمكن ان يحدث فيما لو بقيت تلك التمزقات التي تعيشها العملية السياسية قائمة وهذا التنافر الكبير بين الفرقاء السياسيين وكذلك البعض منهم عندما يضرب تحت الحزام ويقوض عمل الحكومة العراقية وتوجهاتها أملا منه بأن يربكها وتكون عاجزة غير قادرة ، كما ان الاتفاقات الخارجية لبعض السياسيين وحجيجهم الى بعض دول المنطقة يفسح المجال امام الانقلابيين من خلال ارتباط بعض الضباط المخترقين من قوى الجيش والشرطة والذين يمكن ان تشتريهم تلك الدول ، كل ذلك يمكن ان يمهد لانقلاب عسكري على حساب الدستور العراقي في غفلة من السياسيين الذين يؤمنون بالتغيير الجديد في العراق ومنهم السيد احمد الجلبي الذي كان له تاريخ في مواجهة البعث ونظامه لكنه للأسف سيكون ضحية تلك المخططات دون ان يعرف وما تصريحه هذا بالانقلاب الا تخوف وهاجس يمر عليه يحاول ان ينبه له قبل ان يسد الطريق عن اولئك الباحثين عنه من خلال التكاتف مع الحكومة والقوى الامنية ودعمها .
الانقلاب يمكن ان يكون واقعا اذا استفحل الخلاف بينكم كسياسيين .. ويمكن أن يكون تخمينا اذا وضعنا في حسابات الزمن ان الانتخابات قادمة ويمكن ان تكون تلك التصريحات عبارة عن عيارات نارية في الهواء تصب في صناديق الاقتراع لأنها ستظهر ان الحكومة ورئيسها تحديدا عاجز عن القيام بمهمته الوطنية والسيطرة على الامن للحفاظ على ارواح الناس .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat