صفحة الكاتب : مديحة الربيعي

حاكمٌ ونصف أله
مديحة الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أذا ماأردنا معرفة كيف يتعامل العالم العربي ومعظم دول الشرق ألاوسط عموما" مع المواضيع التي تتعلق بصحة الحاكم أو الرئيس نجدها تندرج ضمن أسرار الدولة العليا الخطيرة,التي  يجب أن لايعرفها ألا أقرب المقربين  منه,وكأن أسرار الدولة العليا تتعلق بصحة الرئيس فقط في حين نجد أن معظمها وخصوصا" العسكرية  منها وألامنية يعرفها العدو قبل الصديق فهي مشاع ٌ للجميع! 

مفارقة من مفارقات  التفكير في صورة الحاكم في العالم العربي  التي تؤكد على أن صحته تعتبر سرا" غاية في الخطورة لايمكن أن يعرفه أحد من عامة الشعب ألا عائلة الرئيس أوأقربائه,وقسم من أفراد الحاشية المقربين, فلماذا تبقى الأسرار المتعلقة بصحة الحاكم أو الرئيس طي الكتمان؟ ولماذا يحرص معظم الرؤساء العرب وحاشيتهم على ترويج صورة الحاكم القوي الذي يمثل الرجل الخارق الذي لايمرض ابدا"؟أن معظم الرؤساء والحكام العرب يسعون للترويج دائما لفكرة الحاكم القوي الذي لايمكن ان يظهر بمظهر الضعف أبدا",فتسعى حاشيتهم ومؤسساتهم ألاعلامية الى تكريس مثل هذا الفكر لدى الناس,وكـأن من يمرض فقط  هم الشعوب وليس الرؤساء,وكأنهم ليسوا بشرا" يتعرضون للوهن أو الضعف مثل بقية الناس وكما هي سنة الله  في خلقه, فالحاكم في النهاية بشر مثله مثل آلاخرين يمكن أن يمرض أو يموت,لكن في الحقيقة الفكر السائد لدى العالم العربي هي فكرة الحاكم ونصف الآله الذي لايقهر,وكأننا نتحدث عن أحد أبطال الأساطير اليونانية القديمة التي  هي في معظمها من نسج الخيال,في حين نجد في  أغلب دول أوروبا أن صحة الحاكم وحتى حياته ليس سرا" يمكن كتمانه أو اخفائه, بل أن أدق تفاصيل حياته يعرفها الشعب  وهو على علم بها وبشكلٍ دائم, فالرئيس في نهاية المطاف جاء لخدمتهم وهو فرد من أفراد الشعب لايزيد عنهم شيئا" ولاينقص,يكمن السبب في أختلاف التفكير بين العالم العربي والأوروبي تعود الى تمسك معظم الرؤساء العرب بالكراسي وتخوفهم من الأنقلابات التي قد تحصل عندما تعرف المعارضة بامر مرض الرئيس,فتسعى للسيطرة على الحكم  بالأضافة الى مفهوم  الدكتاتورية والتمسك بالكراسي,أذ ان  فكرة الأنتخابات في معظم الدول العربية ليست أكثر من مجرد تمثيلية استعراضية يصنعها من يمسك بزمام الامور لتصب في صالحة بنهايه المطاف,بألاضافة ألى أن أغلب الدول العربية تعتمد النظام الملكي ولاتعتمد النظام الجمهوري والذي يجعل الكرسي حكرا" على عائلة الملك

أن فكرة الحاكم ونصف الأله لاتزال تحكم فكر الرؤساء العرب وحاشيتهم,فمهوم الحاكم الذي يتعرض للمرض لم يعرفه طريقه الى عقول القادة العرب لحد ألآن,لذلك تبقى صحة الرئيس طي الكتمان ويتم التعامل معها على أنها سر من أسرار الدولة العليا,لكن أن يمرض الحاكم أفضل بالآف المرات من أن يمرض حكمه,ويعرف الموت طريقه الى عرشه قبل جسده,فتتهاوى العروش وتسقط الحكومات بسبب أكذوبة الحاكم الخارق التي لن تدوم طويلا" في نهاية ألامر 

منشور في جريدة المراقب العراقي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مديحة الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/24



كتابة تعليق لموضوع : حاكمٌ ونصف أله
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net