صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

ليست قائمة إنتخابية
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

العراق بلد عظيم حضاريا لاخلاف في ذلك لكن القدم الحضاري لايكون ميزة دائمة حين ينفصل عن الواقع ،فماقيمة المدن القديمة التي تحسب عمرانا تاريخيا مقدسا عندما تعمل فيها يد التغيير السياسي فيتحول المعلم الحضاري الى نوع التعبير عن إرادة سياسية تستهدف التأثير المرحلي لتحقيق مكاسب ،أو عمل خداع حسي يؤثر في سلوك أفراد ،أو مجموعات بشرية ، وهذا حصل في فترات زمنية سابقة حيث شوهت المعالم الأثرية العريقة التي تعود لآلاف من السنين بفعل محاولات قادة سياسيين توظيف تلك المعالم لحسابات سياسية ،والعراق يمثل للأسف نموذجا سيئا في ذلك حتى إن المؤسسات الدولية المعنية بالتراث الإنساني لم تدرج في قوائمها للتراث أيا من الآثار العراقية بينما إهتمت بسواها مع إنها تعود لبضع مئات من السنين بعد أن وجدت إن الشروط الموضوعية لدرجها غير حاضرة في مايتعلق بالتراث العراقي بينما تنافست دول كالأردن لوضع معالم لديها على تلك القائمة .

لاقيمة حقيقية للحضارة عندما تغطيها النفايات وعندما يكون الصراع من أجل السلطة والمال وعلى خلفية دينية وقومية فيهتك كل ماترك الأجداد والأسلاف الذين عمروا قبل أربعة آلاف سنة ، أو خمسة آلاف ويكون فعل المدفع والقنبلة حاضرا فتهوي الحضارة في ثوان بعد أن بنيت في قرون وسالت عليها دماء ودموع ونضحت الأجساد المنهكة عرقا عليها ،أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من السهو عن الحقيقة ومسايرة الظالمين ،فقد أثارت حفيظتي قائمة بالبلدان الأكثر سعادة والأقل صدرت عن معهد الأرض في جامعة كولومبيا التي رزقني الله زيارتها في يوم من الأيام وهذه القائمة تتضمن عددا من البلدان تصل الى 106 تتصدرها بالتأكيد دولا كالسويد والدنمارك والنروج وفنلندا وحتى إسرائيل ،والطريف في الأمر إن العراق يأتي في المركز 105 ولايتقدم سوى على صاحب المركز الأخير الذي لم يحصل لي شرف معرفته ولاأريد،فانا لاتنقصني الكآبة لأبحث عن البلد الأخير في قائمة السعادة .

بالتأكيد لاإعتراض لدي على القائمة ومتيقن من صحتها وأنا واحد من العينات التي أفادت منها الجامعة في إصدار قائمتها تلك ولاأقبل أبدا بتسويفات البعض من النفعيين الذين يعترضون على كل شئ حتى لو كان الحقيقة بعينها ، ومن بين الإعتراضات تلك التي تصدر بعد كل تقرير دولي عن حقوق الإنسان بالنفي والإدانة والرفض المطلق لما جاء فيه ، ففي العراق كل الأسباب التي تشير الى إن عوامل السعادة غير متوفرة ولايمكن أن تتوفر من الآن حتى سنوات طويلة قادمة للأسف ،فالوضع الأمني يمثل تحديا مؤسفا إنعكس سلبا على شعور الناس بالطمأنينة والرغبة في الحياة والحركة والإبداع وكذلك الوضع الإقتصادي والبطالة والخلافات السياسية العميقة وعدم الوضوح في السياسات فالإحباط وإنعدام الثقة بالوضع الراهن من الأسباب الموجبة لعدم توفر شروط السعادة خاصة حين يحرم الإنسان من العمل ومن الأمن ومن بقية الخدمات التي تحفظ من خلالها كرامته ومستقبله ومستقبل أسرته ..فلاتعترضوا على الحقيقة بل إعترضوا على سياستكم في منع السعادة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/24



كتابة تعليق لموضوع : ليست قائمة إنتخابية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net