صفحة الكاتب : مديحة الربيعي

أحذية وطنية!!
مديحة الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ 15 عام يتكرر مشهد واحد يبدأ بأعتقاد الشعب العراقي أن تغييرا سيحصل مع كل إنتخابات, معتمدا في ذلك على الخطب الرنانة لرؤساء الكتل والمرشحين على حد سواء بأعتبارهم مقبلين على مهمة وطنية ثقيلة ومقدسة هي خدمة الشعب المظلوم!, ثم ينتهي المهرجان الانتخابي وكل يحصد نصيبه من الأصوات والمقاعد والوزرات والصفقات لتبدأ معها رحلة بؤس جديدة ويتصدر المشهد ثلة من اللصوص, بأختصارهذا ما يحدث في كل مرة.

تحرص الكتل على إنتقاء ممثليها على أساس الولاء الحزبي,  ثم تلقنهم شعارات الوطنية والنزاهة والوحدة وخدمة المواطن والخ, من تلك البضاعة الرخصية التي تغص بها دكاكين السياسية,  بعد كل تلك الشعارات لا المواطن يتغير وضعه ولا الوطن يتعافى من مرضه العضال المشخص بأنه أحزاب تتصارع على إقتسام خيراته وأذلال شعبه!

تكاد مهام وصفات المسؤولين تتشابه ,مظاهر بذخ وحمايات وشعارات, كل منهم يعمل لخدمة حزبه ونفسه, ومعظم حواراته تتمحور حول المواطن وتشجيع الهوية الوطنية, والصناعة الوطنية, والكفاءات الوطنية والثروة الوطنية, والحقيقية تلك الشخصيات لاتمت بأي صلة للوطنية سوى أن أغلبهم يحرصون على أنتعال احذية محلية الصنع! تشجيعا للصناعة الوطنية, ويحرصون على ذلك فقط أمام الكاميرا, فهم ببساطة الامر لا يملكون حتى جنسية عراقية, فعن أي وطن وأي وطنية يتحدثون يا ترى؟ وكيف يتصور الناس أن ثمة خير قادم من سياسي  مزودج الجنسية, ويعزل نفسه عن شعبه بل أن أغلبهم يترفع عن أن يعيش ابنائهم واحفادهم في العراق, حتى من تزوج زوجة ثانية كان حريصا على أن تقيم في الخارج!

ترى أي أدلة يحتاج المواطن العراقي ليصدق أن هؤلاء لا ينتمون لهذا الشعب ولا يأبهون لأمره؟ ومتى يدركون حجم خطيئة أيصال تلك النماذج الى سدة الحكم, للتحكم بمصير شعب مازال يقدم القرابين بين شهيد وجريح؟ ومتى يدرك الناس أن الدليل الوحيد على شعارات الساسة الوطنية  هو أنتعال أحذية صنعت في مصانع عراقية لغرض الدعاية الانتخابية؟

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مديحة الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/11



كتابة تعليق لموضوع : أحذية وطنية!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net