صفحة الكاتب : النوار الشمايلة

طَوقٌ مِن حَرِير
النوار الشمايلة

 وَمن فَوقِ زهَراتٍ مِن رَبيع الأيّـام جَاءَت خِلسةً!

وَعلَى خُدودِ السّنـِين الوَردِية استَقــرّت..
جَاءَت وَمعَها كُـلّ ترانِيم الضّحِكاتِ المَنسِيّة، وَبعضٌ مِن أجرَاسِ الذّكرَى التِي مَا كُــنّا نَجلِسُ فِي جِلسَةٍ مِن جلسَاتِ الصّمت أنَا وَليلِي وَقمَرِي الصّغِير إلا وَنذكُرهَا، تَأتِي كُل صَباحٍ مَع قَهوةِ آذَار قُربَ مَقاعِد الأمَل المُعلقِ فَوقَ عَتبَـات بَيتِ الطّفولَة!
 لِمَعالِم الرّوحِ البَرِيئَة  طَوقٌ مِن حَرِير!
كَم جَاءَت بَتلاتُ الحُقولِ تَدعُـونَا للإيَابِ إليهَا غَانِمين بِشَيءٍ مِن لُعبَة "الغُميضَة" التِي مَا أطلَقت شَمس نَهارِنَا ضِحكـتها مُعلِنَة تَربّعهَا عَرشَ السَّماءِ الدّنيَا إلا وَكنّا مُتأهبِينَ لنَبدأ اللعبَة! لكنّنا لَم نَكُن نَأبهُ لِرَحيلهَا وَنحنُ نلعَب، كَانَت اللعبَة تَأخذُنا بَعيداً عَـن ضِحكَة شَمسِنَا، كَانَت كُلمَا دَنا الليلُ تُفشِي لنَا حَكايَا الطمَأنِينَة وَتخبِرُنَا بِأنّ الليل أجمَل لُعبَة وأنّ القَمر حَكَمٌ عَـادِل لَا يُخبِرُ عَـن أنفَاسِنَا الخَائِفَة أينَ تَختَبِـئ!
لَم يَكُن للنسيَانِ أن يَحظَ يَوماً بِِـقَـطعٍ مِن طُفولَتِي، لأنّي أذكُر مِنهَا حَتى زَوايَاهَا التِي مَا كَان لأحَدٍ أن يَعبَأ بِهَا لَو سُطرَت ذَاتهَا بِقَـدرِه!
وَعلَى ألبُومٍ صَنعَـهُ خَريفُ سَنواتِي مَع البَسمَةِ التِي تَرتَسِمُ طَوعاً وَكرهاً كُـلمَا مَــرّ عَليّ ذاكَ الألبُوم، فَكُلمَا حَاوَلتُ تَرتِيبَ رُفوف المُستَقـبل المُبعثَرِة يَقعُ ألبُوم الطّفولَةِ المَحكِيّة عَلى الأرضِ  مُوزِّعَاً كُل صُورِ المَاضِي المُعطّرةِ بِأجمَلِ اللحَظات عَلى أرضِيّة حَاضِري! وَكأنّها تَبوحُ لِي بِسرّ مُعلَنٌ لَه مُنذ سَنوات.."لَا تَنسَ ذِكريَاتك لأنـّها ذَاكِرَتك!"
سَأبقَى أصونُ العَهد يَا حَضرَة المَاضِي إنّي وإن كَانتِ الرّوحُ والجَسدُ تَحمِلَانِ الحَاضِر نَحو المُستَقبلِ استِعجَالاً لأمرٍ بَات فِي نَفسِي، لكنّني أعِيشُ بِقوتِ طُفولتِي!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


النوار الشمايلة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/23



كتابة تعليق لموضوع : طَوقٌ مِن حَرِير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net