صفحة الكاتب : حسين الركابي

حبشكلات السياسة
حسين الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

حبشكلات كلمه أطلقها شاب لطيف ممثل عراقي في احد المسلسلات الرمضانية،  وتعني جمع المال بعد صراع مع الحياة والعيش المرير وهو في ريعان شبابه، وقد عمل كل شيء من اجل كسب الحبشكلات،  وفي نهاية المطاف وصل به الأمر الى ان يسرق ويكذب ويحتال على الآخرين من اجل كسب المال، والذي هو شيء مهم في حياة الإنسان عامة وفئة الشباب خاصة.
يعد العراق في مقدمة الدول في العالم لامتلاكه كثير من الموارد الطبيعية،  ويمتلك أرضا خصبة وسياحة دينية وفصليه،  وبهذه الأمور يكون محط أنظار جميع المحيط الإقليمي والعربي،  وموضع اهتمام عالمي،  لا سيما وان العالم كله مقبل على جفاف في الثروات الطبيعية التي تستخرج من باطن الأرض،  وهذا ما جعل العراق ساحة للطامعين والمتخاصمين على تلك الثروات التي يمتلكها العراق، وأدخلته مسارات ضيقة ووصلته الى حافت الهاوية، حيث يعيش أكثر أبناءه تحت خط الفقر حسب الإحصائيات الأخيرة التي اجرية من قبل منظمات دولية، وتفاقمت تلك الحالة بعد سقوط النظام البعثي في عام 2003 وتسلق الى مقاليد الحكم سياسي الصدفة والطائشين في طوفان الغرور والمراهقين في أفعالهم،  وقد بلغة ميزانيات العراق خلال العشر سنوات المنصرمة مئات مليارات الدولارات أي ما تعادل ميزانية ثلاث دول البحرين،  والأردن،  وسورية، لأكثر من ثلاثة عقود، وشعبة ألان يسكن في بيوت الصفيح،  وتملئ الشوارع والتقاطعات والساحات العامة الشحاذين.
حيث أصيب اليوم الكثير من السياسيين العراقيين بداء الاستحواذ على الحبشكلات (الأموال) والتغافل عن الهدف الأسمى،  وهو المشروع الوطني،  والإنساني،  والأخلاقي، وغير مبالين بالحفاظ على الأمانة الكبرى التي قلدهم اياها الشعب، وتغلب المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية، وجعلوا رواتبهم وامتيازاتهم لا يقبلها العقل وتفوق حتى الخيال، والقصور الفارهة وتامين مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وأحفادهم لعدت عقود مستقبلا، وقد امتدت تلك الظاهرة السيئة الى اغلب طبقات المجتمع العراقي، واجتاحت جميع مفاصل الدولة والمؤسسات الحيوية والإنسانية، وصار أسلوب غير مستهجن ومن الأمور الطبيعية في الأوساط العامة.
إن ظاهرة الاستحواذ على الحبشكلات (الأموال ) أضحت شبح يهدد الجميع ويعيق تقدم البلاد،  سياسيا،  وحضاريا،  واقتصاديا، وامنيا، وتجعله يدور في دوامة الفساد الإداري والمالي.
فلابد من الوقوف أمام تلك الظاهرة سيئة الصيت،  والتي تبدأ من هرم البلاد بتخفيض الرواتب الرهيبة،  والغاء امتيازات وايفادات المسؤولين التي أخذت (الصاية والصرماية) وجعلت الشعب همه الوحيد الحصول على الحبشكلات،  وعلى الجميع محاربة الذات ومحاسبة النفس،  دينيا،  وإنسانيا،  وأخلاقيا،  في هذا الشهر الفضيل والذي دعينا فيه الى ضيافة الله تعالى...
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/29



كتابة تعليق لموضوع : حبشكلات السياسة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net