التحالفات الوطنية ... خدعة ام حقيقة
هاشم الفارس
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هاشم الفارس

خبت طبول حرب الانتخابات لمجلس محافظة نينوى وسط تحرك حثيث في السر والعلانية من اجل عقد التحالفات السياسية ، ولا يتم عقد اي تحالف سياسي الا بعد الاتفاق على الصفقة السياسية ( اي ما لهذا الطرف وما لذاك )، وقد أرجأت جميع التحالفات لما بعد اعلان النتائج النهائية من قبل مفوضية الانتخابات، ورسم ملامح التحالف المزمع تشكيله وتحديد الحصة من المناصب والمواقع الادارية والامتيازات . لكن وفي الاونة الاخيرة بدأت اصواتاً تسمو فوق الطائفة او القومية وربما تسفر هذه الاصوات عن اعادة تشكيل الخارطة السياسية في المحافظة بعد ان بات جلياً للمتحالفين السابقين على اساس المذهب الواحد او القومية الواحدة او الاتجاه الفكري ان اعضاء ائتلافهم قد خذل بعضهم بعضاً .. وبدأت رموز التحالف تتهاوى ويفضح بعضهم بعضاً ، ربما الحال يختلف على قائمة نينوى المتآخية التي بقيت متماسكة في الفكر والتوجه والنظرة المستقبلية ، وأنها واقعة تحت أنظار ومراقبة القادة الكورد الذين يصوبون مسارها ويدفعوا عنها الوقوع في مهاترات سياسية او الانزلاق وراء تصريحات لاتأتي بخير من وراءها .لكن الملفت للنظر في هذه الآونة هو بروز رغبة العديد من الساسة العراقيين بتشكيل تحالفات تبنى على الرابط الوطني والرغبة (في حال مصداقيتها ) في انقاذ العملية السياسية في العراق من مبدأ المحاصصة والتخندق الطائفي او العرقي ، الامر الذي يقود الى ان يضع ( الاخوة الاعداء ) ايدهم في ايدي بعض ، وتكوين خليطاً ممزوجاً بالنكهة العراقية التي تطمح الى قيادة العراق الى بر الامان ، وتؤول قيادة المحافظة الى التحالف الحاصل على اغلبية الاصوات في الانتخابات او اذا كانت مقاعدها لاتؤهله للاغلبية عندها يستلزم الامر عقد تحالف مع كتل اخرى يكون الوازع الوطني وخدمة الناس القاسم المشترك بينهما .المواطن العراقي في نينوى يتأمل خيراَ بعد اجراء الانتخابات وما ستسفر عنه من قيادات ربما تكون مخلصة لهذا البلد في حال ارتقت بنفسها عن القومية او المذهب او اللون . فرحة اجراء الانتخابات دون حصول نكسة أمنية او أنهيار في العملية السياسية ، وستكتمل فرحته حال حصوله على حكومة محلية مخلصة مشّكلة من جميع الخيرين الذين تركوا وراء ظهورهم تحالفاتهم القديمة . ومن باب الرجاء والامل قد نرى مجلساً يضم العربي والكوردي واالمسيحي والسني والشيعي والايزيدي والشبكي همهم الاول والاخير ان يثبتوا للاخرين والعالم انهم فوق الفوارق المذهبية والعرقية ليكون ولاءهم للبلد والمحافظة الذي نهلوا من خيراتها ويطمعوا ان يخدموا هذا المواطن العراقي المحروم . لكن يبقى هاجس المواطن العراقي ان تكون هذه الرغبة لدى السياسيين العراقيين في عقد التحالفات ( الوطنية ) ماهي الا وسيلة للوصول الى مقاليد الحكم واعتلاء المناصب وخداع الناس الذين سرعان ما ينجرفوا وراء الشعارات والبرامج الدعائية وتصديق كل مايقال . لان لدينا حاسة ثامنة فطرية وهي حاسة التصديق وهذه الحاسة (ماركة مسجلة بأسمنا نحن العراقيين ) ، نصدق اي شيء يقال لنا بغية تجربة شيء جديد والسير وراءه الى نهاية المطاف ، وما ان نبلغ نهاية النفق المسدودة حتى نعود ادراجنا ونصفق ونسير خلف من يقودنا الى نفق اخر عله يكون مفتوح النهاية . فليس بأيدينا حيلة ولا نقوى على تغيير شيء في الخارطة السياسية سوى ذهابنا الى صناديق الاقتراع صاغرين والتصويت على شيء جديد ... نعم جديد ، فبناءاً على النظرية السابقة فقد جربنا جميع الائتلافات والجبهات والقوائم .. وقد خذلونا جميعهم .. لذا كان تصويتنا على شيء جديد علّه يقودنا الى عالم جديد .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat