صفحة الكاتب : هاشم الفارس

الحل السليم في .. الاقليم
هاشم الفارس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ان التركيبة الآجتماعية المتنوعة في العراق  والقائمة على تعدد الطوائف والقوميات تجعل قضية الاقاليم الحل الامثل للتغلب على المعضلات الناتجة من الهوة الشاسعة بين السلطة والشعب ، ويعد تشكيل أقليم نينوى بكل مكوناته القومية والدينية والسياسية أصبح أمراً ملحاً ، أذ اصبح مطلب الاقليم ضروة حتمية تفضي الى رفع الاحتقان الطائفي وتضع حداً لتدخل الحكومة المركزية بكل مفاصل الحياة ، وقد بات واضحاً ما آل اليه الوضع نتيجة التدخل الحكومي في كل صغيرة وكبيرة في المحافظة ، وما نتج عنه من وضع أمني مزري ومتدهور وأعتقالات مبنية على دوافع طائفية وتحكم الجيش والشرطة الوطنية بالوضع العام الى حد يشبه فيه ( الاحتلال ) وصولاً الى غياب الارادة المحلية في تنفيذ المشاريع وجلب الاستثمار والاتفاق مع الشركات التي تجلب المنفعة للمحافظة أضافة الى محدودية الصلاحيات في تعيين ابناء المحافظة وأدارة الملف الامني ذاتياً لتفنيد الحجج التي يستند اليها الارهابيون في مواجهتهم  للقوات الحكومية وأستخدام العنف في الاعم الاغلب من الحالات الامر الذي خلف وراءه الألاف من الضحايا بين الطرفين وأضعافه من المدنيين العزل وكلهم أبناء بلدنا ويعز علينا اي قطرة دم عراقية.. وعكس ذلك صورة سلبية عن المحافظة على انها حاضنة الارهاب ومعقل التيارات المناوئة للحكومة والعملية السياسية وصورة العراق الجديد ، مما حدا بالحكومة لاتخاذ أقصى أنواع العقوبات بمن ( يشتبه ) بتورطه في أعمال مشبوهة ، أضافة الى اتخاذ مبدأ العقوبات الجماعية لجميع المواطنين في المحافظة بتهمة ( التستر ) وعدم قيام المدنيين بصد الهجمات التي يقوم بها المسلحون ضد الجيش والشرطة والاماكن العامة ...!!.
وموضوع اقليم نينوى يصطدم بالعديد من المعارضين الذين يلقون بالاتهامات لمن يطالب بالاقليم ووصفهم بالعمالة والدعوة الى تقسيم العراق وتفكيك العملية السياسية  ويمكن للمشككين بنجاح فكرة الاقاليم ان ينظروا الى تجربة الامارات العربية المتحدة المكونة من 7 أمارات وكل أمارة عبارة عن ( أقليم ) وتتنافس هذه الأقاليم على النهوض العمراني والخدمي ورفاهية العيش وكلها تعمل تحت راية واحدة . وأذا ذهبنا بعيداً فالولايات المتحدة الامريكية عبارة عن 52 ولاية ولكل ولاية علم خاص ونشيد محلي رسمي وقوانينها الخاصة وشرطتها الخاصة ومؤسساتها الادارية الخاصة وكلها تحت العلم الامريكي الفدرالي..ولا نريد ان نقارن تجربتنا بتجربة ( سويسرا) حيث تتبع نفس نظام الاقاليم ( الكنتونات ) .. خلاصة القضية ان الاقليم يتيح للمحافظة تحكم أوسع بالواردات وصلاحية تامة في المصروفات ، على ان يدار الملف الامني للمحافظة من ابناء المحافظة الذين يكونون أحرص ما يكون على حفظ أمن وممتلكات أهليهم وأبناء محافظتهم . واذا اردنا ان نكون أقرب الى الواقع العراقي فأقليم كوردستان ليس منا ببعيد ... وليس هذا محض دعاية للاقليم بقدر ما حرقة قلب على ما آلت اليه اوضاع محافظتنا العزيزة .. فابناء الاقليم هم من  يحرس الاقليم وترون كيف هو الوضع الامني المستتب ، وحكومة الاقليم هي تتولى أدارة الشؤون الاقتصادية والصحية والتعليمية وليس خافياً على الجميع النهضة العمرانية والنهضة الاجتماعية وعملية بناء الانسان الذي يضع مستقبل أقليمه ومحل عيشه في قمة الاولويات . فما الذي يمنعنا من أقامة اقليمنا .. على ان لايبنى هذا الاقليم على أساس قومي . او طائفي .. بل يكون على أساس جغرافي بحت .. وعند ذلك سنقف جميعنا ضد اي محاولة لزعزة الامن ..مهما كان مصدرها . وستكون لنا شرطة محلية ( محترفة ) تكون قادرة على حفظ الأمن .. او أستحداث قوات بنظام خاص وقانون خاص تتولى حماية حدود الاقليم ولا يكون لها اي دور سياسي .. كي لايساء أستخدامها وتكون حامية الدكتاتورية .. بل هي حامية الشعب والمدافعة عن مكتسباته وموارده التي ستنهمر عليه في حال تم أعلان أقليم (نينوى) .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هاشم الفارس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/11



كتابة تعليق لموضوع : الحل السليم في .. الاقليم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net