اخر الكلام واللمسات الاخيره
قاسم محمد الياسري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قاسم محمد الياسري

هل يمكن لعقل بشري أن يتخيّل كيف ستكون اللمسات الأخيرة على ما سيجري من أحداث في هذه السنين والسنوات المقبله ؟ وهل يمكن للمسلم أن يتصور في ظل السيناريوهات المطروحة لهذه الحروب سيناريو آخر يرفض حتمية الحرب التي تنتظر ساعة الصفر ؟ وهل يمكن للمؤمن في ظل التفكك العربي والإسلامي والعراقي الحاصل أن يأمل بالوحدة الإسلامية او العربيه او الوطنيه وتكاتف الجهود من أجل مواجهة الغطرسة الصهيونيه وبيادقهم الارهابيه الوهابيه لاتصدقون ان الوهابين والسلفيين هم مسلمين .. انهم منظمات يهوديه لتشضي المسلمين وجعلهم في خانة الارهاب .. والوهابيه التي تريد بسط سيطرتها ليس على العراق فقط وإنما سيطال الأمر تباعاً كل الدول الإسلامية بعد اضعافها وتسليمها للصهاينه وتتميز السيناريوهات المطروحة على ساحة الجدل الإعلامي والفكري بكونها تخلو ، في معظمها ، من سيناريو واحد يتوقع فشل أميركا والصهيونيه في الوصول إلى أهدافها ، واندحارها --- نقول انتم واهمون لقد نجحت امريكا والصهيونين باستبدال الطغات وتفتيت المسلمين – على يد بيادقهم الوهابين والسعودين والقطريين – وضعف المسلمين ، إضافة إلى ذلك وهذه السيناريوهات وضعت منذ زمان ... بالنهاية الموحدة التي تشبه إلى حد كبير الأفلام السينمائية التي تنتهي في الغالب بانتصار البطل على كل أعدائه ، وخاصة البطل الأميركي الذي لا يهزم، ومن الواضح أن الأحداث تشير إلى واقع متخلف تماماً ومسلمين مشتتين بلا عدل ولا حقوق ولا حريات وغير ذلك من المبادئ التي لا تغفل عنها أميركا لكونها الواضعة والمروجة لها.بديمقراطيتها المزعومه التي من خلالها تشتت وتفككت الوحده الوطنيه –والاسلاميه لكل بلد -- وتزرع التناحر الطائفي والسياسي ----
من هنا لا نستطيع أن نقيس انتصار أميركا الذي حصل تحقيقه في ربيع الكبوه والنكسه العربيه والذي سبق أن حققته في بلدنا وأفغانستان بانتصار البطل الأميركي في أفلامه ، صحيح خلصتنا من طاغيه . ولكنها سلمتنا لمنظمات بني صهيون الارهابيه السريه المنتظمه والموجهه من اسرائيل باموال وتبرعات اسلاميه وعربيه ...
ما سبق لا يعني أن السيناريوهات التقليدية المطروحة هي سيناريوهات غير واقعية على الإطلاق 0 بل العكس هو الصحيح 0 إذ إن تتبع الأحوال بشكل منطقي لا يعطي للعقل إمكانية تصور خلاف ذلك 0 خاصة مع فقدان العرب والمسلمين لقوتهم وهيبتهم --- ان مايدور اليوم من تقاتل المسلمين فيما بينهم بغض النظر عن حكوماتهم التي تنصبها امريكا والصهيونيه وقت ما تشاء – تستبد ل الطغات بديمقراطيين --- كما يحدث في نكسات الربيع العربي --- وخطط تنفذها الوهابيه وحكومات الخليج العربيه --- ان مايدور هو ليس حروب شعبيه عربيه وانما هي حروب دينيه لتحزيب المسلمين --- وتفتيتهم – وجعلهم طوائف وكتل متناحره متقاتله لانهم يخشون وحد ت المسلمين – ان العدو الوحيد اليوم لامريكا والصهيونيه حسب مفكريها واضعي نظ-رية (صراع الحضارات )هو الاسلام ... لذالك حتى اذا لا يوجد فرقه وتناحر فان امريكا واليهود سيخلقون التناحر وفق مقايسهم الخاصه --- كما فعلو باوربا ايام العصور الوسطى --- فظهر التشرذم والصراع المسيحي وتقسيمهم الى فئات ضعيفه مسيطر عليها .. وهذا مانحن فيه اليوم في بلدنا .. وتقوقعت الكنيسه --- فاصبحت لا تتحرك الا باشاره منهم --- الواثق بأن النصر من عند الله عز وجل وبأن الحرب كر وفر 0 وهذه الهزيمة التي يمكن أن يمنى بها المسلمون اليوم لا تحدث للمرة الأولى في التاريخ الإسلامي 0 لذلك لا يمكن اعتبارها دليلاً على أنه لن تقوم للمسلمين قائمة أبداً --- فقراءة التاريخ الذي تؤخذ منه العبر تؤكد تعرض المسلمون لمحن كثيرة وشديدة , حتى أن بعض من حاربهم تحدى الله عز وجل كما تتحداه أميركا اليوم وكما تحداه فرعون من قبل 0 لهذا سيكون مصيرهم كمصير فرعون ومصير أميركا ومثيلاتها , ومن هؤلاء المعروفون في التاريخ القرامطة الذين استولوا على مكة طيلة اثنتين وعشرين عاماً 0 وقتلوا من المسلمين ما قتلوا وأخذوا الحجر الأسود , وقام قائدهم في ذلك الوقت بتحدي الله وقال( أين الطائر الأبابيل ؟ أين الحجارة من السجيل ؟ ) هذا وقد أبقى القرامطة على الحجر الأسود خارج مكة في شرق الجزيرة وكانوا يطوفون حوله يريدون أن ينقلوا كعبتهم إلى هناك ....
ومع ذلك رجع المسلمون إلى قوتهم , وكان ما كان من هزيمة القرامطة واندحارهم 0
وكذلك انهزم المسلمون هزيمة كبيرة عندما حكم الصليبيون بيت المقدس , وأغلقوه لمدة واحد وتسعين عاماً لكي لا تصلى فيه الجمعة --- ووضعت الصلبان فوق بيت المقدس من عام 492 إلى عام 583هـ , ومع ذلك لم يبق الوضع على ما هو عليه واسترجع المسلمون قوتهم ، ودحر الصليبيون وأجلوا عن أرض الإسلام 000
وهنا لابد ينتبه المسلمون اليوم الى فرقتهم وتفككهم ومن يخطط لهكذا وكل هذا يدل على أن المسلمين لن يستسلموا للهزيمة والضعف , وهنا لابد لهم ان يتوحدوا --- ولابد من ظهور موحدهم – مهدينا وموحدنا - وان فرج الله قريب ، اللهم عجل فرجه الشريف --- وطالما أخذوا بأسباب النصر وعادوا إلى ربهم وتابوا إليه طالما سيكون النصر حليفهم لا محالة 0 وبهذه النهاية يمكن أن توضع اللمسات الأخيرة على السيناريو الحقيقي لأن الله عز وجل يقول( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) سورة الأنبياء / 50 --- وكلنا نعلم كيف كانت خاتمة هؤلاء , وصدق الله تعالى (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) (الشعراء 27) ...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat