تبلد المشاعر والاحساس بالاخرين الجزئ الثاني
قاسم محمد الياسري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قاسم محمد الياسري

مشاعرالاخرين لا يمكن توقعها او فهمها بسهولة من خلال لغة الجسد رغم ان البعض يتقن هذا الفن بدون ان يحرك شفتيه .. وهناك اخر لا يهتم وليست لديه فكرة عما يدور في داخل الشخص الاخر الذي امامه ولا حتى يشعر به . ومن هنا فالسؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن للاشخاص ان يفهمون مايشعر به الاخرين ويعيشونه . وهذا هو الذي يدفع المتخصصين في علم النفس للبحث من خلال الاختبارات النفسية للشخصية بالمباشرة وغير المباشرة للافراد ومن ثم الوصول الى مهارات فهم الاخرين .. فكم هو صعب ان نؤذي مشاعر الاخرين بلا مبالات دون ان نؤذي انفسنا فالذي يكبت مشاعره المؤلمة منذ طفولته يبقى يحس بمذاقها الجارح الحاد والمؤلم مهما بلغ من العمر وتبقى مشاعر الخيبة والخذلان غير قادرين على حملهما بذواتنا وتبقى مكبوتاتنا في قلوبنا وهكذا هو فن تعلم الانسان من الانسانية حيث يمكن ايقاض المشاعرالراقدة التي تضعنا في حضرة اهتمامات الروح الحقيقية ولا شيئ يعلم الانسان اكثر من الصدمات النفسية التي تولد اهتزاز المشاعر والاحاسيس وقد تولد الخيبة والخذلان ..فاذا كنت ممن يتقن فهم المشاعر فعليك بمراقبة سلوك الاخرين فلو رايت شخص يتعثر ويسقط ارضا فانك تحس وبدون وعي منك تقول شيئا ما يعبر عن ألمك علية ..مثل تلفظ اسم (الله) او(آخ)كما لو انك انت الذي تعثرت وسقطت ارضا . فنحن كبشر نملك توجهات فطرية لمشاعرنا بما يحس به الاخرون من خلال مشاهدتهم فقط فالعلماء يعتقدون ان هناك سبب بيولوجي واراء هذه الظاهرة في الواقع ويؤكدون ان هناك نوعا من الخلايا الدماغية تسمى (العصبونات المرآتية) التي تنتج ردود فعل متماثلة سواء عندما نشاهد مايحدث امامنا وردة فعلنا اوعندما نقوم به بانفسنا .. فاذا كنا نريد فهم الاخرين بصورة افضل فعلينا محاولة ان نراقب سلوكهم عن قرب من خلال تعزيز مهارات قوة الملاحظة في ذواتنا وعلينا ان ننتبة لتعابير الاشخاص ولغة جسدهم في اي تجمع او اي مكان يعج بالناس. فحياتنا مع الناس ليس بعدد السنين بل بعدد المشاعر والحياة ليست شيئا اخر غير شعور الانسان بالحياة ..والمشاعر والاحاسيس هي عقل الانسان لمواجهة الصعوبات اكثر والانتقال من مرحلة التفكير الى مرحلة المشاعر .. والمشاعر عند الانسان قد تكون كبيرة ولا يمكن عدها فهي كعدد حبات رمال الصحراء وبقدر مياه البحار والمحيطات قد يعجز الزمن عن تسكينها.فكبت المشاعر السلبية كثيرا ما قد تؤذي الانسان. فاذا كان القلب والذات نقيان انسابت منهما المشاعر بصدق ونية صافية كما هو صفاء صوت الة العود الموسيقية وخلو جوفها فعندما اصابعك تلاعب اوتارها ليخرج نغمها من الجوف الصافي للعود لتحرك مشاعر هكذا هي المشاعر المكبوتة من الماضي في العقل الباطن قد تقتل صاحبها وقد توصله الى العذاب والالم اذا لم تخرج ..لذا فيجب على الانسان ان لا يكون انسان بلا منطق كي يكون انسانا بلا مشاعر بل عليه ان يتعلم كيف نعزز في المشاعر والاحاسيس . ومن الواجب علينا ان نوقض في الاخرين ذات المشاعر التي نكنها لهم . فلا يوجد ما يسمى بمشاعر التوتر في عالم اليوم بل يوجد بشر يفكرون في امور تدفعهم للاصابة بالتوتر.. فلو نظرنا لبعض الاشخاص وحاولنا التركيز عليهم نحس ما يشعر به هؤلاء الاشخاص بناء على تعابير وجوههم او لغة جسدهم او ما يفعلونه فالطالب الذي يمسك كتابا قد يكون مشغولا بالتحضير لامتحان ما فهل يبدو عليه التوتر نتيجة التفكير بالامتحان ام انه واثق من نفسه او ماذا عن شاب اخر جالس على كرسي ويغمض عينيه قليلا هل هو يشعر بالراحة ام بالتعب ام بالاستياء؟؟ وهكذا مع التمرين المتواصل سيصبح قادرا على التمييز وملاحظة التغيرات التي تطرأ من خلال لغة الجسد وتعابير الوجه وبالتالي يمكن تغير مشاعر الاخرين وفهمها بشكل افضل . كل ماتم ذكره انفا هو مختصر لدراسة اجريناها الهدف منها هو انتشارغياب الانسانية وتبلد المشاعر والاحساس بمشاعر مجتمعنا لان الطمع بملذات الدنيا ليس لهما مشاعر بل تعمي الابصار والكبت وتولد فقدان صوت العقل.. فتتولد المشاعر اللا عقلانية التي تدفع افراد المجتمع الى مالا تحمد عقباه....
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat