السايلو والسيول والتاجر
باقر العراقي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صدقت احدى الاعلاميات حينما تذكر دائما ، باننا نقع في مشكلة ثم نفكر في الحل ، وتحصل الحوادث والانفجارات والمفخخات وتزهق الارواح ثم نبحث عن القاتل الذي يكون مجهولا في اغلب الاحيان ، وليتنا غادرنا تلك المقولة ، وتحولنا الى من يسبق الاحداث ويضع رؤيا مستقبلية يحدد فيها المخاطر المحتملة ويضع الحلول اللازمة .
حدثت فيضانات مماثلة وسط البلاد قبل فترة ، ودخلت المناطق الجنوبية وبغداد العاصمة حالة انذار باحتمال فيضان نهر دجلة ، وعدت بسلام وعفوية لا بتخطيط ولا تنسيق ، وحصلت هزات وزلازل في ميسان وذي قار وعداها الخالق سبحانه بيسر وأمان ، وفاجأتنا الاحداث بغرق مناطق شاسعة من البلاد ، بعد ان كنا نعاني الجفاف وقلة المياه لفترة ليست قصيرة ، ولا ندري ماذا فعلت وزارة الموارد المائية ووزارة الري ووزارة الزراعة او وزارة التخطيط او التجارة ، قبل وأثناء وبعد هذه الكارثة ، وقد يعزي التاريخ السبب لكون هذه الوزارات تدار بالوكالة او سبب اخر تافه .
الامطار الرعدية والسيول وغلق السايلوات امام الفلاحين ، تسببت في تلف الاف الدونمات من محصولي الحنطة والشعير في محافظات واسط والديواينة والعمارة ، والتي تعد مصدر الرزق الوحيد لأبناء تلك المناطق ،والمصيبة ان اكثرها كان محصودا وجاهزا للتسويق لكن السايلوات لم تستلمها لعدم وصول التعليمات من وزارة التجارة ، والأعظم من تلك المصيبة ، ان بعض السايلوات وربما جميعها استلمت تلك المحاصيل ، من التجار فقط لوجود عمولات ورشاوى بينهما طبقا لما يتداوله الفلاحون هذه الايام .
اللعبة لم تنتهي بانهيار آلاف المنازل الطينية ونفوق الكثير من ماشيتهم ووفاة وإصابة اعداد من الناس لم تصدر فيها احصائية نهائية لحد الان ، بل استمرت ليدخل المحتالون مع فريق السايلو والسيول والتاجر وحكمهم المنحاز لهم ، ضد الفلاح ليأخذ النصب والاحتيال جزءا لا بأس به من التعويضات القادمة ان جاءت وصدقت الحكومة معهم .
وأخيرا مالنا الا الدعاء لهؤلاء المنكوبين الذين قبلوا بكرم وسخاء وقبلنا معهم قبول الشاكر المتذلل ما تثريه السماء عليهم ، فحينما سألت احدى الفلاحات عما تحتاجه قالت بصوت شامخ وهمة عالية غير متوسلة بأحد ، ( أنريد علف لحلالنا ) ، علما انها بلا مأوى ولا مسكن ولا مأكل بعد ان تركوا منازلهم المنهارة وفروا بأطفالهم ودوابهم ، فأي عزة وشموخ فيك ايها الفلاح العراقي ايها الانسان العراقي ، فمهما جار الحكام وانحازوا سيكون الفوز لمن يصبر ، وان الله مع الصابرين ..
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
باقر العراقي

صدقت احدى الاعلاميات حينما تذكر دائما ، باننا نقع في مشكلة ثم نفكر في الحل ، وتحصل الحوادث والانفجارات والمفخخات وتزهق الارواح ثم نبحث عن القاتل الذي يكون مجهولا في اغلب الاحيان ، وليتنا غادرنا تلك المقولة ، وتحولنا الى من يسبق الاحداث ويضع رؤيا مستقبلية يحدد فيها المخاطر المحتملة ويضع الحلول اللازمة .
حدثت فيضانات مماثلة وسط البلاد قبل فترة ، ودخلت المناطق الجنوبية وبغداد العاصمة حالة انذار باحتمال فيضان نهر دجلة ، وعدت بسلام وعفوية لا بتخطيط ولا تنسيق ، وحصلت هزات وزلازل في ميسان وذي قار وعداها الخالق سبحانه بيسر وأمان ، وفاجأتنا الاحداث بغرق مناطق شاسعة من البلاد ، بعد ان كنا نعاني الجفاف وقلة المياه لفترة ليست قصيرة ، ولا ندري ماذا فعلت وزارة الموارد المائية ووزارة الري ووزارة الزراعة او وزارة التخطيط او التجارة ، قبل وأثناء وبعد هذه الكارثة ، وقد يعزي التاريخ السبب لكون هذه الوزارات تدار بالوكالة او سبب اخر تافه .
الامطار الرعدية والسيول وغلق السايلوات امام الفلاحين ، تسببت في تلف الاف الدونمات من محصولي الحنطة والشعير في محافظات واسط والديواينة والعمارة ، والتي تعد مصدر الرزق الوحيد لأبناء تلك المناطق ،والمصيبة ان اكثرها كان محصودا وجاهزا للتسويق لكن السايلوات لم تستلمها لعدم وصول التعليمات من وزارة التجارة ، والأعظم من تلك المصيبة ، ان بعض السايلوات وربما جميعها استلمت تلك المحاصيل ، من التجار فقط لوجود عمولات ورشاوى بينهما طبقا لما يتداوله الفلاحون هذه الايام .
اللعبة لم تنتهي بانهيار آلاف المنازل الطينية ونفوق الكثير من ماشيتهم ووفاة وإصابة اعداد من الناس لم تصدر فيها احصائية نهائية لحد الان ، بل استمرت ليدخل المحتالون مع فريق السايلو والسيول والتاجر وحكمهم المنحاز لهم ، ضد الفلاح ليأخذ النصب والاحتيال جزءا لا بأس به من التعويضات القادمة ان جاءت وصدقت الحكومة معهم .
وأخيرا مالنا الا الدعاء لهؤلاء المنكوبين الذين قبلوا بكرم وسخاء وقبلنا معهم قبول الشاكر المتذلل ما تثريه السماء عليهم ، فحينما سألت احدى الفلاحات عما تحتاجه قالت بصوت شامخ وهمة عالية غير متوسلة بأحد ، ( أنريد علف لحلالنا ) ، علما انها بلا مأوى ولا مسكن ولا مأكل بعد ان تركوا منازلهم المنهارة وفروا بأطفالهم ودوابهم ، فأي عزة وشموخ فيك ايها الفلاح العراقي ايها الانسان العراقي ، فمهما جار الحكام وانحازوا سيكون الفوز لمن يصبر ، وان الله مع الصابرين ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat