ما هو ثمن الصوت الواحد ؟
باقر العراقي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لازالت التكهنات تُتداول في اروقة ومقرات الكيانات السياسية المتنافسة في انتخابات مجالس المحافظات التي اجريت في نيسان الماضي حول اسماء المرشحين الذين حظوا بثقة الناخبين ، بعد ان عرف كل تكتل وحزب تقريبا عدد المقاعد التي حصل عليها وفي جميع المحافظات الاثنى عشر التي اجريت فيها الانتخابات ، كما ان الاحزاب السياسية عرفت قيمتها العددية من اصوات الجماهير التي صوتت لها معلنة بذلك انتهاء ملحمة جديدة ومرحلة مهمة من تاريخ الديمقراطية في العراق الجديد .
طريقة سانت لوكو التي اعتمدت في الانتخابات الاخيرة تتلخص بتقسم عدد اصوات الكيانات كل على حده على الاعداد الفردية تصاعديا ، وبعد ظهور النتائج يعتمد عدد مقاعد المحافظة على اعلى الارقام ثم الاقل فالأقل تدريجيا مع مراعاة كوتة النساء والأقليات الى ان تملأ مقاعد المحافظة ، وبذلك يكون الصوت الواحد هو الفيصل الوحيد في حصول هذا الكيان او ذلك على المقعد الاخير في كل دائرة انتخابية ، وبعد الانتهاء من اكمال عدد مقاعد المحافظة ، يكون التنافس على اشده ُبين مرشحي القائمة الواحدة ، والمقعد الاخير ايضا له حكاية خاصة ليكون بين الرابح والخاسر عدد مقداره هذا الصوت الواحد .
اذا كان الصوت الواحد له هذا التأثير الكبير في تغيير وجهة عضو مجلس محافظة بين هذا الحزب وتلك الكتلة ، فلابد لنا جميعا ان ننظر بعين التخوف والتوجس لفقدان الستة ملايين صوت التي بحت او اخرست او لم يتكلم اصحابها في هذه الانتخابات ، ولنا ايضا ان نشارك تخوف المرجعية الدينية في النجف الاشرف وتشديدها على ضرورة المشاركة من خلال البيان الذي القي قبل ساعات من يوم الانتخابات ، فهل نضع اللوم على المواطن الذي يأس الا من رحمة الله ؟ ام على من بيده لقمة الفقراء وتسيد السنوات السابقة ؟ ام على كل الاحزاب والكيانات السياسية ؟ وربما يشاركني اصحاب البيع والشراء بان هناك بورصة اخرى يباع فيها الصوت الواحد بأكثر مما ذكر ، وقد يعلم فيما بعد من يدرس بجدية وعلمية مشكلة العزوف ، وثمن الصوت الواحد .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
باقر العراقي

لازالت التكهنات تُتداول في اروقة ومقرات الكيانات السياسية المتنافسة في انتخابات مجالس المحافظات التي اجريت في نيسان الماضي حول اسماء المرشحين الذين حظوا بثقة الناخبين ، بعد ان عرف كل تكتل وحزب تقريبا عدد المقاعد التي حصل عليها وفي جميع المحافظات الاثنى عشر التي اجريت فيها الانتخابات ، كما ان الاحزاب السياسية عرفت قيمتها العددية من اصوات الجماهير التي صوتت لها معلنة بذلك انتهاء ملحمة جديدة ومرحلة مهمة من تاريخ الديمقراطية في العراق الجديد .
طريقة سانت لوكو التي اعتمدت في الانتخابات الاخيرة تتلخص بتقسم عدد اصوات الكيانات كل على حده على الاعداد الفردية تصاعديا ، وبعد ظهور النتائج يعتمد عدد مقاعد المحافظة على اعلى الارقام ثم الاقل فالأقل تدريجيا مع مراعاة كوتة النساء والأقليات الى ان تملأ مقاعد المحافظة ، وبذلك يكون الصوت الواحد هو الفيصل الوحيد في حصول هذا الكيان او ذلك على المقعد الاخير في كل دائرة انتخابية ، وبعد الانتهاء من اكمال عدد مقاعد المحافظة ، يكون التنافس على اشده ُبين مرشحي القائمة الواحدة ، والمقعد الاخير ايضا له حكاية خاصة ليكون بين الرابح والخاسر عدد مقداره هذا الصوت الواحد .
اذا كان الصوت الواحد له هذا التأثير الكبير في تغيير وجهة عضو مجلس محافظة بين هذا الحزب وتلك الكتلة ، فلابد لنا جميعا ان ننظر بعين التخوف والتوجس لفقدان الستة ملايين صوت التي بحت او اخرست او لم يتكلم اصحابها في هذه الانتخابات ، ولنا ايضا ان نشارك تخوف المرجعية الدينية في النجف الاشرف وتشديدها على ضرورة المشاركة من خلال البيان الذي القي قبل ساعات من يوم الانتخابات ، فهل نضع اللوم على المواطن الذي يأس الا من رحمة الله ؟ ام على من بيده لقمة الفقراء وتسيد السنوات السابقة ؟ ام على كل الاحزاب والكيانات السياسية ؟ وربما يشاركني اصحاب البيع والشراء بان هناك بورصة اخرى يباع فيها الصوت الواحد بأكثر مما ذكر ، وقد يعلم فيما بعد من يدرس بجدية وعلمية مشكلة العزوف ، وثمن الصوت الواحد .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat