صفحة الكاتب : حيدر فوزي الشكرجي

بلد العمالقة يحكم من قبل الأقزام!!!
حيدر فوزي الشكرجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مما لا شك فيه أن اول دستور شامل ذكر في التاريخ هو الدستور الذي وضعه نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) لأهل المدينة، ولكن أول دستور في العالم ظهر فيه التفريق بين الحاكم والمحكوم كان قانون حمو رابي، واعدل دولة في العالم حسب الأمم المتحدة هي دولة الإمام علي (عليه السلام) وكانت عاصمتها الكوفة.
تأسست في العراق العديد من الدول، مما يجعل منه بلد ذا موروث حضاري كبير ولديه من المقومات التي تأهله أن يكون من دول العالم المتقدم في فترة قصيرة, فموقعه المتميز ساعده أن يكون جزء من ممر استراتيجي مهم بين آسيا وإفريقيا وأوربا فضلا عن عدد سكانه المناسب جدا لحجم موارده الضخمة ولمساحة أرضه، ولديه من الموارد البشرية والعقول المبدعة ما  تحسده عليه الدول الغنية المجاورة.
و لكن مشكلته الكبيرة أن فترة من حكموه من الشرفاء العادلين قصيرة مقارنة بفترة الظلم الطويلة وربما يعود ذلك لأن سكانه رغم ذكائهم اشتهروا بسوء اختيارهم لمن يمثلهم، وعندما تسنح لهم الفرصة يميلون للاختيار على أساس قبلي عشائري أو على أساس الطائفة ولم يحيدوا عن ذلك إلا ما ندر.
هذه المشكلة موجودة في البلدان التي تتعدد فيها الأعراق والمذاهب مثل الهند والصين ولكن قادة تلك الدول استطاعوا تغيير ذلك وجعل ولاء مواطنيهم للوطن أولا وللطائفة ثانيا.
ولكن في العراق هنالك الكثير من الساسة العراقيين يلجئون لإثارة النعرات الطائفية وذلك لان إمكانياتهم القيادية ضعيفة وهم يعلمون انه في الأحوال الاعتيادية لن يستطيعوا البقاء في المقدمة وسينسون كسابقيهم.
  فمنهم من وجد نفسه متصدرا (صدفة) في دولة كالعراق ولم يستطع تقديم شيء لا في القطاع الأمني ولا الخدمي، ولجهله القيادي أستغل من قبل المفسدين لتحقيق مآربهم فأصبحت اغلب ميزانية العراق الضخمة تذهب إلى جيوب القلة ويبقى المواطن العراقي يتفرج ويسمع عن المليارات ولا يصل إليه في النهاية إلا الفتات.
وآخر يرغب في ملء جيوبه عن طريق بيع ضميره لشياطين الإنس من  الدول التي ابتلي العراق بمجاورتها فيرتضي لنفسه بقتل أخيه واحراق بيت أبيه، وإشاعة الرعب في قلوب أهله من النساء والأطفال.
و من يجد الانتقاد وسيلة لكسب قلوب الناس وهو في الحقيقة لا يملك مشروع أو خطة للتغلب على المشاكل التي تواجه العراق.
وأخيرا.. من الممكن أن يكون العراق من الدول العظمى إذا اقتنع مواطنيه بذلك وتحملوا مسؤوليته في التصرف والاختيار، فإلى الوقت الحالي ينسى المواطن صفقات الفساد الضخمة وقلة الخدمات ببعض تصريحات طائفية من تلك الجهة أو تلك، وينسى انه لأجل تأسيس دولة عصرية عادلة يجب أن تتشارك جميع أطياف الشعب بعملية بناء وإدارة الدولة العراقية، وان يكون أساس اختيارهم للناخبين هو مدى ولائه للوطن ووضعه الحلول المنطقية لمشاكل البلد في برنامجه الانتخابي القادم..


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر فوزي الشكرجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/18



كتابة تعليق لموضوع : بلد العمالقة يحكم من قبل الأقزام!!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net