صفحة الكاتب : حيدر فوزي الشكرجي

حال العراق أفضل من سنغافورة، وعليه ستصادر ملابسه الداخلية...
حيدر فوزي الشكرجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ليس حالنا اليوم بأفضل من حال سنغافورة(او كما يطلق عليها وقتها مستنقع البعوض) عندما تم طردها من ماليزيا ، الدولة المستحدثة لم تكن تملك اي موارد تذكر لا بل حتى الماء والكهرباء يستوردونها من ماليزيا، مع ذلك لم تكن قلة الموارد او أنعدامها هي مشكلتهم الوحيدة ، بل الفساد الأداري والمالي الذي كان الأعلى في العالم، حتى أنه كان يخشى خروج الأطفال للعب لأنهم في الغالب سيخطفون.

سبب النهوض العجيب لسنغافورة رجل واحد لي كوان، هذا الرجل كان أذكى أن يهدد ويهاجم الطبقة المتوسطة لتخفيض رواتبهم، مع اني أكاد أجزم ان بعض مستشاريه أشاروا له بهذا الحل خوفا وتزلفا للطبقة الفاسدة التي كانت تسيطر على مقدرات البلد وقتها.

لي كوان ابقى على الرواتب، وميز الطبقة الأكاديمية ودعمها لبناء الجيل الجديد وللتخطيط لمستقبل البلد، بينما تفرغ هو لمحاربة الفساد وفرض سلطة القانون، وبفضل هذه الآلية سنغافورة الآن رابع أقتصاد في العالم ومن الدول القلة التي لم تتأثر بـCOVID19  ، وذلك لأنها تستثمر بشيء واحد وهو العقول ،الموارد البشرية التي تهمل بدول العالم الثالث وعلى رأسهم العراق .

حقيقة من الصعب أقناع أحد أن العراق يمر بكساد أقتصادي، ففي العراق أعلى عدد من القصور والمقرات الحزبية أذا ما تم مقارنته بالمساحة وعدد السكان، كذلك الآلاف من السيارات الحكومية ،وشركات أتصالات دولية مرخصة للعمل على ارضه بأغلى أسعار وأسوء خدمات، ومع ذلك لا تسدد مستحقاتها للحكومة !

ولا توجد دولة مفلسة تبيع العملة الأجنبية بأقل من سعرها و تترك أموالها المجمدة والكثير من أملاكها خارج العراق، أو تدفع تعويضات عن نظام بائد لما يفوق السبعة عشر سنة ،والأدهى انها تدفع تقاعد للاجهزة القمعية لنفس النظام، مع ان اغلبهم يعيشون خارج العراق ومعارضين لنظام الحكم الحالي!

واسباب التهالك الأقتصادي عجيبة كذلك، فأنخفاض أسعار النفط قد يؤثر على السنين القادمة بما ان العقود النفطية تكون سنوية على الأقل ولا تباع باليوم كالخضار، كما أن موارد الدولة الأضافية ليست بقليلة، فالمنافذ الحدودية ،وضرائب العقاري، وضرائب الطرق والخدمات مع أن العراق يعاني من كليهما ،أضف إلى ذلك قروض مصرفية بفوائد هائلة من مصارف حكومية.

هل من المعقول أن المتصدين للشأن العراقي ليس لديهم علم بما ذكر أعلاه؟ أم انهم يخشون من حيتان الفساد ويؤثرون حرب المواطن ، أم الأدهى وهو رغبتهم بمشاركة حيتان الفساد غنيمتها ، وهنا اود أن أوضح لهم أن المواطن العراقي لايملك حاليا الا ملابسه الداخلية ولا ينوي تسليمها الى ساسة العراق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر فوزي الشكرجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/05/26



كتابة تعليق لموضوع : حال العراق أفضل من سنغافورة، وعليه ستصادر ملابسه الداخلية...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net