أيها البرلمانيون : خسرتم ثقتنا بكم
ماجد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
( 1 )
المواطن الذي يعطي صوته إلى مرشح ما يكون قد باع نفسه أليه .
إن الذي يحز في القلب , ويدمي الجوارح , أن يعلق الإنسان آمالا سخية على من يمنحه صوته وثقته , ولن يحصد سوى المواعيد الفارغة والعهود المزيفة , وهذا ما ينطبق على ( أعضاء البرلمان العراقي ) الذي تسابقنا باندفاع واضح على منح أصواتنا إليه .
( 2 )
أيها البرلمانيون : إننا بعنا أنفسنا إليكم بالمجان , لأننا كنا ضحايا بريق ادعاءات وشعارات , وطيلة عدة سنوات عجاف عشناها تحت خيمة تسلطكم وتحكمكم لم نحصد منكم سوى الريح . أهذا هو العدل والإنصاف أيها الأشاوس ..؟
قاتل الله الكراسي المتحركة تحتكم , والتي غرتكم وأدارت رؤوسكم بدورانها , فهل تقتنعون ولو لحظة واحدة بأننا نمنح أصواتنا لكم من جديد في الانتخابات المقبلة ..؟ هيهات , هيهات فلا يلدغ المواطن العاقل من جحر مرتين .
( 3 )
أيها البرلمانيون : إننا نعلم علم اليقين إنكم قد كسبتم وما تزالون تكسبون كل شيء , ولكنكم بالتأكيد خاسرون , فقد خسرتم ثقتنا بكم , والذي كسبتموه من أموال وامتيازات هو داء وبلاء سيكون عليكم , وان الله القادر القدير سيقتص منكم حتما عما اقترفت أيديكم .
( 4 )
أيها البرلمانيون : إن البرلماني الحقيقي والمبدئي يقاس بما وهب وليس بما كسب, فماذا وهبتم لنا أيها المتاجرون بأسمائنا وبأصواتنا ..؟ وماذا قدمتم لنا أيها النفعيون ..؟ بأس عاقبة الذين يديرون ظهورهم لهذا الشعب المقهور الذي ضاق وما يزال يذق شتى الويلات والنكبات والصدمات والمفاجأة والقتل والتقتيل طيلة الأعوام المنصرمة ولحد ألان . ما كنا نظن عندما صوتنا لكم بأنكم تهملوننا هذا الإهمال , وتتنكرون لنا هذا التنكر , ولكن الإناء ينضح بما فيه.
( 5 )
أيها البرلمانيون : أفيقوا إلى الواقع المعاش , واعلموا أن الشعب ليس قوافل من الرعاع التي تساق وهي معصوبة العيون , الشعب واع ويزداد وعيا , ويكشف حقائق ويميط اللثام عن كل مستور أسستموه لأنفسكم ولعوائلكم ولمصالحكم ولمنافعكم ولقومكم ولعشيرتكم ولمبخريكم ولمطبليكم .
( 6 )
أيها البرلمانيون : هل تعلمون أن المواطن المسكين يحظى بتأييد ودعم رب العالمين , الذي يرصد بدقة تحركاتكم ومأربكم ومنافعكم التي كان اقلها جواز دبلوماسي لكم ولعوائلكم مدى الحياة , ومساحة كبيرة من الأرض العراقية وفي أرقى المناطق البغدادية والتي لا نملك فيها شبرا واحدا.
( 7 )
أيها البرلمانيون : اعلموا أن العقاب عند الله يسير في الدنيا والآخرة , وبأس عاقبة الذين لا يأبهون بمطالب الناس , ولا يكترثون بالمآسي التي دمرت وما تزال تدمر الوطن والمواطن , والله باق وأعتى النفعيين الانتهازيين قبلكم قد كانت نهايتهم في مزبلة التاريخ واستهجان الشعب المظلوم والمقهور .
( 8 )
أيها البرلمانيون : إن الملفت للنظر أنكم لا تشبعون ولا تقتنعون بما يهطل عليكم من الامتيازات , والمواطن يفترش بساط الحرمان والعوز والفاقة وانتم تتمطرحون في عواصم العالم وشهيتكم مفتوحة ليل نهار .
( 9 )
أيها البرلمانيون : إن أي إنسان في الوجود له درجة من الشبع والإشباع , ولكن شهوتكم منهدرة ومستمرة , ولا ولن تشبع من هذا النهم المتزايد والمتصاعد , سامحكم الله إذا وضعتم حدا لهذا التطلع الذي لن يقف عند حد .
( 10 )
أيها البرلمانيون : تبا وسحقا لكل من يجعل مصلحته أغلى وأسمى من مصلحة المواطن المنكود, وطوبى ومرحى للضمائر الحية والنفوس الأبية , التي تجعل كلمة الشعب ومصلحة المواطن فوق كل اعتبار .
( 11 )
أيها البرلمانيون : بؤساء أولئك الذين ينسون أو يتناسون عقاب الله والشعب والتاريخ , فالخذلان لؤلئك الذين لا هم لهم سوى التصيد من أموال الشعب الذي يعاني البؤس والآلام والدمار والفقر والفاقة والعوز.
( 12 )
أيها البرلمانيون : ماذا جني الظلمة من تسلكاتهم وغرقهم في لجج الأطماع والمأرب ..؟ وحكم التاريخ شاخص أمام كل ذو ضمير حي يقظ .
( 13 )
أيها البرلمانيون : أن أصابع الاتهام تشير بكل صراحة وشجاعة إلى الذين يحبون أنفسهم ومصالحهم أكثر بمليارات المرات من المواطن المسكين الذي استودعهم ثقته فخانوها . وهذا هو ديدن بعضكم وهذه هي سيرة المسؤول الأناني .
( 14 )
أيها البرلمانيون : إن كل ما أقوله عنكم هو غيض من فيض , وقليل من كثير مما يتكدس في قلبي من مرارة وألم وقهر .. ولكن اعلموا أن المستقبل للمواطن الفقير الذي صبر وتصابر ومازال صابرا محتسبا , ولكن حكمه المحتوم ماثل أمامكم , و ما أكثر العبر وما اقل الاعتبار , فحفرة صدام ومن بعدها جلوسه خلف قضبان المهانة , يجب أن تبقى شاخصة أمام عيون بعض الذين لا يرعون ولا ينتبهون إلى ما يخبئ لهم القدر .
( 15 )
أيها البرلمانيون : اعلموا جيدا بان ثقتنا وطيدة , وقناعتنا راسخة بالمواطن العراقي الشريف الذي لم تغمض له عين خوفا على العراق وأمواله وخيراته . وقد يأتي اليوم الذي يمزق سجف الظلام , ويكشف نفوس الذين ينظرون إلى المكاسب وليس إلى مصالح الناس الذين زحفوا عن بكرة أبيهم للمشاركة في الانتخابات .
( 16 )
أيها البرلمانيون : لا يمكن أن أنسى الثلة الخيرة من الشرفاء الاصلاء من أعضاء البرلمان الذين نعلق عليهم أمالا كبيرة , حيث أنهم أزروا الشعب في محنته وتصدوا للفساد والمفسدين والسراق والحرامية .
أخيراً وليسَ أخراً
إذا ما حل بنا العقاب والمحاكمة من جراء الصراحة , فلست بنادم لأنني طالبت بعدة مقالات سابقة بحل البرلمان ومقتنع بان الحق يعلو ولا تعلو عليه يد .
أيها البرلمانيون : اعلموا أن الكتاب الشرفاء كانوا ومازالوا بلسما لأنين والآلام الفقراء , ولهذا يرصون الملح بالجرح ولا تهمهم الأثمان التي يدفعونها بسبب حروفهم الموجعة والسلام .
* مدير مركز الإعلام الحر
majed _alkabi@yahoo.com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
ماجد الكعبي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat