الوطنية هي التضحية والاخلاص بدون شروط ولا حدود الوطنية هي نكران
الذات وتجاهل المصالح الخاصة والمنافع الذاتية الوطنية كما يقول سعد زغلول هي ان تعمل لا ان تقول الوطنية هي ان تعطي لا تأخذ
والوطني الذي يرى في العمل العام تكليف لا تشريف ومغرم لا مغنم والوطني الصحيح هو ان يعمل لا يقول ويضحي لا يريد شي مقابل تلك التضحية
فالوطنية ليست حرفة ولا منصب ولا مهنة الوطنية هواية هدفها الاخلاص الصافي المنزه عن اي غرض خاص واي مقصد وبعيد عن الهوى والاثم
يقول تشرشل مررت بقبر كتب عليه هنا يرقد الوطني والسياسي فعجبت كيف يدفنون رجلين في تابوت واحد السياسة ليست بالضرورة مرادفة للوطنية فالسياسة اشبه بالحرفة والمهنة للكسب الحلال والحرام والوطنية اقرب ما تكون للهواية الخالصة الصافية المنزهة عن الغرض والقصد والاثم والهوى
فهناك وطنيين مخلصين فشلوا في السياسة وهناك سياسيين في الدرجات العليا غير وطنيين لهذا ان الفرق بين سوء التقدير والخيانة تكشفه النتيجة فليس المهم النيات الحسنة في اي عمل بل المهم النتائج التي ستتمخض عنها
نعم الاهم هي النتائج التي تتمخض عن عمل المسؤول فنتائج العمل هي التي تثبت وطنيته واخلاصه وليس ما يدعيه قولا
لو نظرنا نظرة موضوعية الى المسؤولين جميعا وشاهدنا نتائج اعمالهم لاتضح لنا بشكل واضح وجلي ليس هناك اي عمل يصب في مصلحة الشعب بل ان نتائج اعمالهم كانت تصب في مصالحهم الخاصة وبالضد من مصلحة الشعب وهكذا اعتبروا المنصب تشريف لا تكليف ومغنم لا مغرم وبهذا خانوا الشعب والوطن وكانوا سببا في فساد الشعب والوطن
نحن بحاجة الى مسؤولين وطنيين هدفهم خدمة الشعب وليس خدمة انفسهم لا يفكرون في جمع المال وبناء القصور يطلقون الحياة الخاصة بهم وينشغلون بالشعب وهمومه وطموحاته والامه واماله سعادتهم عندما يشقون ويسعد الشعب وراحتهم عندما يتعبون ويرتاح الشعب وشبعهم عندما يجوعون ويشبع الشعب وهذه طبيعة الوطنيين امثال الامام علي والزعيم عبد الكريم وغاندي ونلسون مندلا وغيرهم
لا نريد مسؤولين يرون في المسؤولية مهنة وحرفة الهدف منها جمع المال وبناء القصور والتحكم بالناس فهؤلاء تدفعهم رغباتهم ومطامعهم الى طرف الفساد الى الرشوة والسرقة وكل اساليب الرذيلة والانحطاط وبالتالي الى افساد البلاد والعباد وتعم الفوضى والانحلال في كل مكان
فهؤلاء المسؤولون يشكلون خطرا كبيرا على الشعب والوطن ونتيجة اعمالهم هو افساد الشعب وتدمير الوطن وهذا ما حدث بالنسبة لحكم الطاغية صدام والطاغية معمر القذافي وغيرهم من الطغاة فهؤلاء كثير ما يغبطهم بعض الناس على النجاح في الوصول الى هذا المنصب وهذا النفوذ لكن فسادهم افسد القاعدة
يقول باتريك سيل بهذا الصدد الفساد في القمة يقود الى الفساد في القاع والفساد في القاع ليس مجرد فساد اشخاص بل هو تعبير عن خلل في النظام
في العمولا والسرقات والرشوة والوساطات والمحسوبية والمنسوبية والتصرف في المال العام يقود الى الغلاء والى السوق السوداء والتجارة بالدعارة وتهريب الحشيشة وكل ذلك يجبر الموظف البسيط على المشاركة في السرقة حتى يستطيع ان يأكل
وهكذا تكبر الحلقة وتتسع ويصبح الفساد هو القاعدة ولا تعود هناك فرصة القضاء على الفساد الا بتغيير النظام نفسه
من هذا يمكننا ان نقول اي مسؤول يجعل من المسؤولية من المنصب حرفة ومهنة مسؤول فاسد وفي الوقت نفسه مفسد اي يفسد كل من حوله والفاسد وباء ينتقل بالعدوى ويمكننا ان نعرف المسؤول الفاسد المفسد بسهولة فالامام علي وضع معيار في ذلك
وهو كل مسؤول تطرأ عليه تغيرات في الثروة في كل مجالاتها المال العقار خلال تحمله المسؤولية فهو لص ويجب ان يحاسب كلص
قيل ان الرسول الكريم ارسل الامام علي الى اليمن وقبل دخوله الى مقره صاح يا اهل اليمن هذه امتعتي فاذا خرجت منكم وانا املك اكثر من ذلك فانا لص
فالوطني هو الذي يأكل ويسكن ويلبس ابسط ما يأكله يلبسه يسكنه ابسط الناس ويشعر براحة وسعادة قيل ان الزعيم عبد الكريم قاسم في اول ايام حكمه يتجول في صرائف العاصمة وكان مهموما حزينا
فقال له احد مرافقيه لماذا هذا الهم وهذا الحزن
فقال الزعيم عبد الكريم كيف اكون كذلك وانا ارى هذه القبور
استغرب المرافق وقال اين هذه القبور
فقال الزعيم اما ترى هذه الصرائف هذه الاكواخ اليست قبور ثم اقسم والله لن اسكن في بيت الا بعد ان تسكن كل عائلة عراقية في بيت تتوفر فيه كل الشروط الصحية
فكان هؤلاء الوطنيون لا يحبون ان يذكرهم احد او يمجدهم لا يريدون جوائز ولا مال كل الذي يريدوه هو محبة الشعب ان يضحي ان يحب الشعب
قال الزعيم الزنجي الامريكي مارتن لوثر قبل موته لا اريد ان يقال عني اي شي ان ينسى المتكلمون جوائزي بما فيها جائزة نوبل عليهم ان يذكروا فقط
انه حاول ان يهب حياته للمحبة حاول جاهدا ان يحب الناس
هل عرفنا الوطنية انها صفة عظيمة لا يمكن ان نطلقها على غير مستحقيها
مهدي المولى
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat