الشهيد الصدر الثاني , صوتا مدويا ضد الطغاة
شيروان كامل الوائلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد ان وضعت عاصفة الصحراء اوزارها , ليعاني الشعب العراقي من تبعاتها الثقيلة ,
وخاصة الحصار الذي استثمره النظام البعثي لتجويع العراقيين واذلالهم , انتقاما منهم على انتفاضتهم الكبيرة في شعبان , حاول النظام المقبور وبكل ما أوتي من طغيان وجبروت وبطش ان يجبر العراقيين على الخضوع لسلطته المتوحشة , متبعا في ذلك كل وسائل الارهاب والقمع والبطش الاهوج , حتى خيم الخوف والصمت على خارطة هذا الوطن , الى ان اطل علينا ومن أعماق تأريخ البطولة والجهاد وجها علويا , موشحا بكل معاني المروؤة والشهامة والنبل والشجاهة , وهو وجه السيد محمد الصدر قدس ليعيد للانسان العراقي شغفه بالحرية والعيش تحت ظلال الكرامة والتحدي , ليزرع في الفرد العراقي مقومات المواجهة والصمود وتحدي طغيان الشر وجبروته .
شكل السيد الشهيد الصدر الثاني ظاهرة مهمة وكبيرة وتستحق الدراسة والتأمل , فكان نهجه الشريف بمثابة مدرسة متكاملة في الايثار والتضحية والتحدي , فلم يكن (قدس ) مرجعا كلاسيكا , لم يعتزل الناس او يبتعد عنهم , بل كان منهم واليهم ومعهم , اختلط بكافة الشرائح وكان قمة في التواضع والتسامح واللين والرفق بالاخرين , فكنا ونحن نجالسه نشعر بعظمة شخصيته وايثاره الواضح , وكل اطروحاته كانت تصب في خدمة الاسلام والدفاع عن المظلومين والحث على نصرتهم , وهذا ما اكسبه حب الناس والتفافهم حوله في فترة قياسية , فكانت صلاة الجمعة الحاشدة خير دليل على ذوبان الناس في نهج السيد الشهيد وذوبان السيد الشهيد في الناس .
عمل السيد الشهيد على توعية الجماهير وتهيئة الارضية الروحية لاقامة مشروعه الالهي (صلاة الجمعة) والتي من خلال خطبها استطاع ان يحطم جدران الخوف وتحرير الناس من قيوده, واستنهاض روحهم المعنوية , وزرع الثقة وروح التحدي فيهم , وتشجيعهم على التخلص من الخوف ومواجهة السلطة الغاشمة بروح حسينية وثابة للثورة ورافضة لكل مظاهر الذل والخنوع , فصار كل ( صدري) مخلص بمثابة انتفاضة تتحرك على قدمين وتنتظر ساعة الصفر للأنقضاض على اوكار الشر البعثي وزمرته المتغطرسة ,حتى صارت صلاة الجمعة في كافة انحاء العراق ترعب النظام البائد وتقض مضجعه , فكلف العيون والجواسيس لمراقبة المصلين ومتابعة تحركاتهم واعتقال الكثير منهم , إلا ان كل اساليب الترهيب البعثية لم تضعف من عزيمتهم واصرارهم على السير في درب الشهيد الصدر .
لقد توهم الطاغية الهدام , ان اغتيال السيد الشهيد ونجليه , سيؤدي الى اندثار فكره وانحسار مده الجماهيري , وتاثيره على قلوب الناس وعقولهم , فلم تكن رصاصات الغدر البعثية التي اخترقت جسد السيد ونجليه , الا دليل على استمرار وبقاء الفكري الصدري راسخا في نفوس محبيه وانصاره .
ما أحوجنا اليوم للأقتداء بنهج السيد الشهيد , واتباع تعاليمه , خاصة وان العراق يمر بظروف صعبة للغاية وعلى كافة الاصعدة , والمنطقة برمتها تشهد أزمة كبيرة , وتقف على مفترق طرق , مما يدعونا الى مساندة الضعفاء ونصرتهم والوقوف معهم .
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا ....
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
شيروان كامل الوائلي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat