علمّني .... الإنسان بحاجة إلى وعي ليدرك معناه.
ليفهم.. إن التاريخ من خطوته يبدأ،
ليحفظ قدره ويكشف عن مزاياه،
علمّني .... إن العقل تجاذب و تنافر ،
ومكنون يعشقه الجنون ....كي يكون
قلت لك سيدي
:ـ إنك كل ما أملك من وعي ونبع عقل وجاه.
أنت لي وطن ... ولا تسألني كيف يكون ذلك ؟
وبيننا مساحات قرون.
سيدي الإمام علي عليه السلام حين سألوه
:ـ كم المسافة بين الأرض والسماء؟
قال دعاء .
لهذا أنا على يقين إنك معناي.
لكل إنسان عمره الذي يحتويه ،
وأنت كسرت كل قواميس الزمن،
:ـ لا يمس الموت قلب شهيد،
الوعي يمد الشهيد بمعنى الحياة،
وأنت عجز أن يحتويك قبر،
ولا لف جسمك المهيوب كفن،
أنت لي وطن،
والأوطان لا تموت.
أعرف أن هذا الأفق الموجع فيه هواي
:ـ من كان في الحلم معك؟
ـ لا أحد .. سواه
:ـ سيدي أنس فيه زرعت أناي ،
من صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم،
ومن شهداء الطف ،
يحمل كل شعرة من شيبته الوقورة سيف نصرة وسبيل.
كان يشد الجبهة بعصابة كي لا يسدل الجفن عين، ويقاتل
هذا الأفق الموجوع يجذبني،
أذهب كل يوم إليه ،
قلت له مرة ...سيدي أريد أن أعيش العمر بعد الموت مثلك ،
عسى أن تلقي طيف الشهادة لي يومًا،
لأبحر في السماء هناك... لألتقيك.
وما زالت الناس تسألني من معك؟
:ـ لا أحد سواه
يحكي لي أن العالم كان قبل الطف يمور،
وطفي أنا عناق مؤجل،
وأحاديث ترويه المجالس والمضايف والبيوت
ويسالوني... كيف يمر الإنسان على الموت ولا يموت؟
هي الطفوف والحسين كان طفلًا صغيرًا ،
من يقدر أن يقرأ نزف الجراح فيه ،
مشكاة ومحراب وبوح ونوح ووحي ولوح مليء بالشجون،
كنت أعد الروح لنصرته و انتظر متى يأتي الطف.
قالوا لي... أنت رجل أقعدك التعب وأنت كبير في السن.
والسيف عجوز..
معذور..
انت مرفوع عنك القتال،
:ـ مجانين مذ كنت صبيًا سمعت الطف ،
عشقته وسجلت في الطف لهفتي،
وأنا أعرف إن السيف لا يشيخ ما أن حملته عاد فتيًا
يا أمة الكيد ٠٠٠ هذا الحسين.
هل من ذكي يدرك الدين هوية / ثم يقاتل الحسين؟
هل هناك من يصلي ويصوم ويشهد إن الله هو الخالق ثم يقاتل في الطف حسين؟
أتأخذكم الغواية.. بالتشفي من أبيه أمير المؤمنين؟
الحسين غيث الله لكم وأنتم تسقونه عطشًا وموتًا !
سيدي كربلاء ما زالت فيك
وأنت الفائز بجنة الله والسؤدد والمعين
وأنا أرصف الحروف هدب نصرة،
وأنادي يا حسين.
في كل حرف أرى مديات روح.
:ـ أنا يا بني جوهر الحقيقة،
شغاف سرها ووعد اللقاء،
مذ كنت طفلًا سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول
:ـ إن أبني هذا ويعني الحسين يقتل بأرض يقال لها كربلاء،
فمن شهد ذلك منكم فلينصره،
منذ بداية خلق الكون كان لا يوجد شيء سوى الله،
الذي أوجد الكون والإدراك والضوء والحياة، لحب أهل الكساء.
أعتقد يا بني أن سابعهم كانت كربلاء
وهؤلاء القوم من بؤسهم منعوا على الحسين الفرات،
:ـ هل يستطيع الشعر يا جد أن يأخذني لعمق الطف،
لتلك الظهيرة التي ما فارقتني في صبح ولا ليل،
أنا ابن المخيم الحسيني ،
ومعي كل هذا الجنون،
وأعرف أنني دون الحسين ما كنت ولا أكون ،
أما الشهادة فأنا في كل يوم شهيد،
لهذا تراني أبحث عن نداك في كل حرف غيور ،
لبيك يا حسين ....خذها إليه،
لعل شمس الظهيرة تشفع لي،
لعل القلب والدموع وصهيل الحروف،
وهذا الجنون ،
عساني أدرك الفتح يومًا،
وأنا الذي أعيش الظهيرة،
في كل فجر وفي كل صلاة
وما زلت أحمل صوتك في كل حرف
:ــ معاشر الناس أما قرأتم القرآن ؟
أما عرفتم معنى الدين؟
وابن نبيكم تقتلوه ظمأ يا معاشر الجناة،
وأدرك حينها إن القوم استحوذ الشيطان عليهم ،
فصاروا سيوفًا في عروش الطغاة
:ــ لا تحزن يا جد... الوعي هو القوة
التي تحمل في ذاتها الإنسان٠٠٠
وأنا لي قدرة عجيبة على الورق،
بمقدوري أن أعيد أزمنة الله ،
وأمكنه وأنقل الوقت والتفكير والتأمل والذات،
أدرك مستوى الوعي والقدرة والمصير ،
وأعلى مستويات الوعي أن أرحّل الزمان إلى أي وقت أريد .
عسى تعود كربلاء إلى كربلاء ،
التحق بالحسين لا كون في الطف معكم شهيد.
أنا أعرف أنك لست كالباقين ..يتهمني الجنون.
خلاصة القول... علينا يا جد أن نتعلم كيف نكون.
منذ ذلك الزمان وما زلت أعيش خطاه ،
والحرف سيف يقودني إلى واحات الشجون،
وانا بصراحة دون الحسين ما كنت أو أكون
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat