(قراءة في خطبة الجمعة لسماحة السيد أحمد الصافي) // (22 ذي القعدة 1440 هـ الموافق 26/7/2019 م)
علي حسين الخباز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي حسين الخباز

للانفتاح على الوسائط الإلكترونية وتوسيع آليات النشر على مديات مفتوحة الأثر الكبير على أسلوب الخطب المنبرية ذات الأثر المباشر على الناس، وتحول علامات النص من اللغة الوعظية الأمرية والنهي المباشر إلى الوظيفة الإفهامية وهي إبلاغية تحاكي ذكاء المتلقي وانتباهه للخطاب من أجل فهمه واستيعابه، مع إثارة وتحريض ذهنية المتلقي من أجل الانتباه، مع تعدد بنى التأويل وانفتاح تفسيرها بتعدد القراءات/ تعدد الدلالات الحياتية والفكرية لتتفاعل مع المجتمع باختلاف مذاهبه وطوائفه
ينقل لنا سماحة السيد أحمد الصافي مقولة لأمير المؤمنين عليه السلام، قال (الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤيسهم من روح الله ولم يؤمنهم من مكر الله)
العلامات أداة اتصالية بلاغية متنوعة وضعنا الخطاب أمام ثلاث مصطلحات
1) رحمة الله
2) روح الله
3) مكر الله
وللتحقيق في مفاهيم هذه المصطلحات يعرفنا على بعض المطالب البلاغية كالجناس أو الطباق في بعض الحالات القران الكريم يقابل المصطلح بنفس المصطلح (وجزاء سيئة) يقول (سيئة مثلها) مع أن جزاء السيئة ليس سيئة لكن أسلوب المطابقة وأسلوب الجناس مهم جدا فقط لمعرفة في المفردات تقابل من ضمنها قضية المكر (ومكر الله)
المكر في اللغة هو حرف الغير عما يقصده بحيلة/ بخدعة وتقول مكر الله فلانا جازاه عن المكر، مكر الله مقابلة ومجازاة، والله سبحانه لا يمكر فما هو المكر؟
يحيلنا مفهوم المكر إلى الأبعاد النورانية بعظمة الله سبحانه وتعالى في ضوء قدرته سبحانه وتعالى، جنّبنا مسالة الربا وبين أن الربا من المحرمات الشديدة ﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ بعض الناس يرتكبون الربا أفرادا وجهات، مصارف تعطي قروضا وترابي وأناس تبيع بعض الأشياء بالربا المال الذي يأتي من الربا مال غير محترم لأنه مبني على قضية محرمة فهم يخدعون أنفسهم يقولون أن الربا مثل البيع، الأمر واضح لا يحتاج إلى خداع لكنهم يخدعون أنفسهم يضعون المبررات لغرض أن يأكلوا المال بشكل باطل، الناتج أن المال ينمو والتاجر المبطل المرابي يبتلى، الدنيا ليست دار جزاء وقد يبتلى في الدنيا أيضا، هذه الأشياء المحرمة ستكون وبالا عليه، الله تعالى لا يستعجل بعجلة العباد، فيقول هذا هو مكر الله إنما يمكر يعني يتركه، والله تعالى لا يعاقبه الآن، يتركه لترجع الأمور ويأتي عليه، أن للخطاب وسط دلالي له طبيعته يبقى في الشعور والوجدان الإنساني ويحتاج إلى تأمل وتفكير للتوازن، مثلا التوازن بين الخوف والرجاء، الإنسان مثل ما يخاف الله ويرجو لله تعالى يخاف ناره ويرجو جنته، هذه الموازنة عند المؤمن حق المؤمن، لو نظر الحالة لما فضل الخوف على الرجاء ولا الرجاء على الخوف وكانا متساويين في نفسيه المؤمن، في الوقت الذي يخاف ويخشى الله تعالى هو أيضا يطمح ويرجو رحمته، يقول حفاظ التوازن أن الإنسان يمر بحالات من المعصية، فماذا عليه أن يفعل؟
وأيضا يمر بحالات من النعمة ماذا عليه أن يفعل؟
حالات التوازن مطلوبة، حقق البعد الدلالي من خلال مفردة القنوط حاله يأس وحالة الإحباط حالة أن يصل للإنسان إلى حالة يتصور أنها لا تتغير، يظن أن لا مخرج من المأزق، نجد أن المضمون الإنساني قائم على علاقته بالإيمان بالله، بالوثوق به وبرسوخ المعتقد في العقلية الإنسانية، الله سبحانه تعالى لا يشجع المذنب على ذنوبه ومع هذا يعلمنا ماذا يصنع المذنب وكيف يتعامل مع الذنب
عليه تصحيح العلاقة بينه وبين من عصاه، يحتاج إلى ندم حقيقي شعور بالاحتياج لله سبحانه وتعالى، قوة معنوية وعدم اليأس.
على الإنسان أن يعد رحمة الله للخطأ على شرط أن تكون التوبة نصوحة هناك قضيتان
الأولى... الاعتقاد
الثانية... العمل
رحمة الله وسعت كل شيء فهي تسع الإنسان اليأس من رحمة الله، اسم كبير والشاهد التاريخي عن قصة حميد بن قحطبة قتل 60 علويا ولأنه صائم فطر من الصيام، يقول الإمام الكاظم عليه السلام يأسه من رحمة الله أعظم مما جنى
التركيز على رحمة الله وعدم القنوط هو تكريس تربوي يحصن الذات من منزلقات الخطأ والاستسلام إلى نتائجه هذا الأمر يؤدي إلى دلالة مهمة، علينا ألا ننظر إلى الله سبحانه وتعالى من خلال عقليتنا ومحتوانا فالله سبحانه وتعالى واسع الرحمة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat