صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

(تأملات في كتاب المصابيح لسماحة السيد أحمد الصافي) 75
علي حسين الخباز

 
لا بد من إدراك المضمون الدعائي لمعرفة القدرة الروحية على إثراء الفكر، وتجلي الوعي والتفاعل في إدامة التواصل مع الله سبحانه وتعالى، يؤكد الإمام السجاد عليه السلام على ضرورة الوفادة على الله تبارك وتعالى، اللجوء إليه، وفاعلية هذا التواصل هو إدراك مفهوم التأهيل لعالم الأخرة، والذي لا يتم إلا من خلال منجز الإنسان في حياته، وبهذا المعنى يحتاج الإنسان إلى مؤونة نفسية تحافظ على إدامة المنجز بتعزيز هذه الصلة مع الله سبحانه وتعالى لأنه هو القوة والمعين لهذه المؤونة وهو العدة والمنتجع.
ينبهنا سماحة السيد أحمد الصافي إلى عدة قضايا مهمة ومنها
(القضية الأولى)
التركيز على معنى إدامة العمل الصالح والتقوى هو إدامة هذا العمل لتحصين الإنسان، كي لا يكون عرضة للغواية.

(القضية الثانية)
إن الغواية ليست نهاية المطاف، ومثل هذا التفكير يعد تعزيزا إيجابيا لتكوين الإرادة وعدم القنوط من رحمة الله سبحانه وتعالى، ومن الممكن إعادة تفعيل قناة التواصل.

(القضية الثالثة)
تنحى منحى الأثر النفسي، دعوه إلى اليقظة من الانكسار، كي لا يسيطر على الإنسان فيجعله شخصية منهزمة.

(القضية الرابعة)
التخلص من الروح الانهزامية، بالاعتراف بالتقصير ومحاولة إصلاح النفس بالتوبة، وعدم النكوص عنها.

(القضية الخامسة)
إمكانية تغيير المنكر، من مدركات الوعي معرفة معنى المنكر، إن الله سبحانه وتعالى أعاب الفعل، ومن المعيب والمكروه والمنكر ما يصل حد المحرم، والاطمئنان هو الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى قادر على التغيير، فهذا المحور أيضا من المحاور النفسية المهمة، ومنها علاج مسائل التغيير السلبي بالإرادة، والخشية من الاحتباس الفكري الذي يجعلنا نستأنس بالمعصية وأن نتعود على سلوك محدد يصعب حينها علينا التغيير، ويكون من جند إبليس عملا ومن أعوانه.
وعكس هذا الاحتباس الفكري نجد الطلاقة في الخطاب مع الله سبحانه وتعالى، وطلب التغيير، وربما يحدث التغيير نتيجة نصيحة.
يحتوي خطاب سماحة السيد أحمد الصافي على بؤر فكرية عبارة عن مفردات تستطيع قراءتها، ومنها يتم تشكيل الرؤى والنظم الفكرية، ربما تلك التي غفلنا عنها يوما ونحتاج إلى مراجعتها مع النفس.
***
(الحجة البالغة)
هي لله وحده، وأي محاججة مع الله سبحانه سيكون هو سبحانه المنتصر، لا يمكن لأحد منا أن يحتج على الله سبحانه.
***
(المراجعة)
مجال نفسي للتغلب على المكابرة، والرجوع إلى بصيرة الذات لاكتشاف حقيقة نفسية
***
(المنة)
تفضل من الله سبحانه، ويعني العفو، والمعروف أن لكل ذنب عقوبة وأي عفو عنه هو من الهبات
***
(الابتلاء)
حين يتسع الذهن تتدفق الأفكار، بمعنى قراءة المفردة، أو المصطلح أو النموذج المعروض بأبعاده الحقيقية.
اعطى سماحة السيد أحمد الصافي مثلا لشخص سأل الإمام الرضا عليه السلام، (أو يبتلى المؤمن؟) فيجيبه الإمام عليه السلام (أو يبتلى غير المؤمن؟) هذا السؤال يحتوي على فكرتين مهمتين
(الفكرة الأولى)
يتصور السائل أن البلاء هو نوع من النكاية وعدم الاهتمام.
(الفكرة الثانية)
إن البلاء للمؤمن لا يعني من باب التوهين.
وبين النكاية والتوهين، نعرف بأن في البلاء مقامات عالية للإنسان، يقول النبي محمد "صلى الله عليه واله وسلم" «ما أوذيَ نبيٌّ مثلَما أوذيت»، ومن يمتلك النشاط المعرفي وله قابلية البحث في عمق المضمون يسأل ما دام البلاء ارتقاء لماذا لا نسال الله البلاء؟
الجواب غير مرغوب أن يسأل الإنسان البلاء حتى ينجح.
حديث الإمام الحجه عجل الله تعالى فرجه الشريف (اسألوا ربكم العافية)
***
(الجدة)
سعة الرزق لكيلا نحتاج لأحد، القضية في حيز المرونة الفكرية كي لا يكون الابتلاء سوء الظن بالله سبحانه وتعالى في مسألة الرزق، والطلب إلى الناس ابتذال ماء الوجه، لكن الطلب من الله سبحانه وتعالى هو نوع من الكمال، الإمام يطلب (الجدة) من الله سبحانه أي سعة الرزق

(الخسارة)
التوسع في فهم مصطلح الخسارة وعلاقته بالسلوك الإنساني، كل خساره تحتمل المعالجة، وإعادة بناء الموقف، الخسارة في المال أو حتى في الصحة، لكن الذي لا يحتمل هو الخسارة في الدين، لذلك كانت السلاطين تبحث عن الرجل الذي لا يمتلك دينا، كحميد بن قحطبة و عمر بن سعد وجميع قتلة الأئمة "عليهم السلام".

(التوفيق)
حين يألف الإنسان المعصية لا يراها معصية، فكيف يتوب؟
تشخيص الإمام "عليه السلام" الإرشاد هو فضل من الله سبحانه (منة) والفضل لا يؤتيه الله سبحانه إلا من امتلك البنية الصالحة في العمق، في معنى التوفيق يصل بنا إلى أفكار ذهنية ذات متعلقات خفية، مثل علاقة عقوق الوالدين بقصر العمر، وهتك الأعراض، وتخلف التوبة عن إدراك الصح، لذلك يطالب الإنسان بالتحصين أفكار لها دور حيوي في تنمية القدرة على الإصلاح.
(شدائد يوم القيامة) 
  تعرفنا الأدعية بعوالم يوم القيامة من خلال الآيات الشريفة أو الروايات عن هول هذا اليوم والإمام عليه السلام يبحث لنا عن ثلاث هبات
-الهبه الأولى
اكفني مؤونه معره العباد.
ولمعرفة المنة، الشدة، الثقل
***
-الهبة الثانية
(هب لي أمن يوم المعاد) لنرى الصورة بكامل جوانبها
هناك هول/ فضيحة/ ذنب/ حسرة/ (ملائكة غلاظ) /ذهول يصل حد أن تذهل كل مرضعة عما أرضعت
***
-الهبة الثالثة
امنحني حسن الإرشاد
الإرشاد الحقيقي هو فهم المطلب، ومعرفة قيمة تلك الهبات، لنحصل على الطمأنينة والأمن، يرى سماحة السيد أحمد الصافي أن الأمن يوم القيامة والذي هو أشد ما نحتاج إليه هو شفاعة الأئمة الأطهار "عليهم السلام" وشفاعة الإمام الحسين "عليه السلام" تحديدا لأنه "سلام الله عليه" له المساحة الكبرى يوم القيامة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/03/31



كتابة تعليق لموضوع : (تأملات في كتاب المصابيح لسماحة السيد أحمد الصافي) 75
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net