(الادغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية) في سورة الشعراء (ح 3)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

احكام الميم الساكنة الادغام الشفوي وهي الميم الخالية من اي حركة والتي يكون سكونها ثابتا في الوصل والوقف، وهو ادغام الميم الساكنة بالميم المتحركة الواقعة بعدها، فتدغم الميمين ادغاما كاملا فتصبحان ميما واحدة مشددة مع غنة، اما بخصوص علامة الادغام الشفوي ومصطلح ضبطه في القرآن فهو يعني تعرية الميم الساكنة من السكون وجعل الشدة فوق الميم الثانية المتحركة، هناك امرين يجب ذكرهم وهما: تسمية الادغام الشفوي لماذا سمي ادغام متماثلين صغير سمي ادغاما لان الميم الساكنة دخلت في الميم المتحركة تماما، ومتماثلين: لان المدغم والمدغم فيه متحدان اسما ورسما ولفظا وصفة، وصغير: لان الحرف الاول ساكن والثاني متحرك. علامته في المصحف: تعرية الميم الاولى من الحركات وتشديد الميم المدغم فيها. قال الله عز وجل في سورة الشعراء عند مواضع الادغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ (الادغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية) مُؤْمِنِينَ" (الشعراء 8)، "قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ (الادغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية) مُسْتَمِعُونَ" (الشعراء 15).
جاء في أحكام التجويد عن ادغام المتماثلين والمتجانسين والمتقاربين: قال تعالى: " أينما تكونوا يدر ككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة " (النساء ـ 87 ). 2. وقال تعالى: " يـأيها الذين ءامنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحوارين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين " (الصف ـ 14 ). 3. وقال تعالى " وقل رب زدني علما ". في الآية الأولى نجد أن الكاف الأولى الساكنة في (يدر ككم) قد أدغمت في الكاف الثانية فأصبحت حرفا واحدا مشددا، وهذا الإدغام يسمى (إدغام المتماثلين) لأن الحرفين تماثلا أي اتحدا مخرجا وصفة، ومثله: (اذهب بكتابي ـ في قلوبهم مرض ـ قل لهم ) وفي الآية الثانية نجد أن التاء الساكنة في (فآمنت) قد أدغمت في الطاء المتحركة، ونطق بهما حرف واحد مشدد من جنس الثاني ويسمى هذا الإدغام (إدغام متجانسين) لأنهما تجانسا أي اتحدا مخرجا واختلفا صفة وهذا النوع مختص بثلاث مخارج: أ. الحروف النطعية: (التاء ـ الدال ـ الطاء ) ويجب الإدغام في أربعة مواضع: (1) إدغام الدال في التاء مثل (قد تّبين ـ عبدتّ). (2) إدغام التاء في الدال مثل (أجيبت دّعوتكما ـ أثقلت دّعوا). (3) إدغام التاء في الطاء مثل (همت طّائفة ـ كفرت طّائفة). (4) إدغام الطاء في التاء مثل (فرطتّ ـ بسطتّ). ويسمى هذا الإدغام ناقصا لبقاء أثر الطاء في الإدغام. ب. الحروف اللثوية (الثاء ـ الذال ـ الظاء ) ويجب إدغام الذال في الظاء مثل (إذ ظّلمتم ) كما ينبغي إدغام الثاء في الذال مثل (يلهث ذّلك ) وليس في القرآن الكريم غيرهما. ج. الحروف الشفوية (الباء ـ الميم ) وينبغي الإدغام في موضع واحد وهو الباء في الميم في مكان واحد في القرآن الكريم (يا بني اركب مّعنا ). أما الآية الثالثة فقد أدغمت اللام الساكنة في (وقل ) في الراء المتحركة في كلمة (رب ) ونطق بهما راء مشددة ويسمى هذا الإدغام (إدغام متقاربين)، وذلك لأن الحرفين تقاربا مخرجا واختلفا في الصفة وهو نوعان: أ. إدغام اللام في الراء مثل (بل رّفعه ). ب. إدغام القاف في الكاف مثل (ألم نخلقكّـم ). وهذا النوع يجوز في الإدغام الكامل أي النطق بكاف خالصة مشددة، والإدغام الناقص بحيث يبقى أثر للقاف وهو التفخيم.
جاء في موقع موضوع عن احكام الإدغام والمماثلة الصوتية للكاتبة بشرى مداراتي: الإدغام اصطلاحًا: و دمج حرفين متماثلين أو متجانسين أو متقاربين، بحيث يصيران حرفًا واحدًا مشدّدًا، فيرتفع اللّسان ارتفاعة واحدة عند النطق بهما، أما المماثلة الصّوتية: فهي نوعٌ من التأثير الذي يقع بين صوتين متجاورين، سواء كانت متماثلة أو متجانسة أو متقاربة. وتوجد صلة قويّة بين الإدغام والمماثلة الصوتية، بسبب التقائهما في حالة التماثل الكلي أو التام، لكن في العربية يصنّفون الإدغام على أنّه نوع من أنواع المماثلة الصوتية. فعند التقاء صوتين متماثلين يميل العرب إلى إدغامهما، سواء كان هذا الالتقاء بكلمةٍ واحدة أو بكلمتين إذا كان الصوت الأول ساكن والثاني متحرك، تسهيلًا للنطق وللابتعاد عن المبالغة. قال الله عز شأنه في سورة الشعراء عند مواضع الادغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية "قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ (الادغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية) مُوقِنِينَ" (الشعراء 24)، "يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ (الادغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية) مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ" (الشعراء 35).
جاء في غايه المريد في علم التجويد للمؤلف عطية قابل نصر: إدغام المتماثلين الصغير: وله حرف واحد وهو "الميم" فإذا وقعت الميم المتحركة بعد الميم الساكنة وجب الإدغام ويسمى إدغام متماثلين صغيرًا، ولا بد معه من الغنة أيضًا. نموذج من الأمثلة: وجهُ تسميتِهِ إدغام متماثلين صغيرًا: أما تسميته إدغامًا فلإدغام الميم الساكنة في الميم المتحركة. وأما تسميته بالمتماثلين فلكونه مؤلفًا من حرفين متحدين في المخرج والصفة أدغم الأول في الثاني منهما. وأما تسميته بالصغير، فلأن الأول منهما ساكن، والثاني متحرك، وهذا هو سبب الإدغام. 1 سورة البقرة 91. 2 سورة النحل 57. 3 سورة التوبة 109. قال الله عز وعلا في سورة الشعراء عند مواضع الادغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية "وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ (الادغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية) مُجْتَمِعُونَ" (الشعراء 39)، "قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ (الادغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية) مُلْقُونَ" (الشعراء 43).
الإدغام بغنـة له أربعة حروف من حروف الإدغام الستة وهي الياء والنون والميم والواو فإذا وقع أَي حرف منها بعد النون الساكنـة أو التنوين وجب إدغام النون الساكنـة أو التنوين فـي حرف الإدغام فـي بداية الكلمة التالية مع الغنـة. يقول الله جل جلاله "قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (وو: ادغام و اخفاء نون تنوين الضم مع الحرف التالي عند الوصل مع الاية التالية و سكون الحرف عند الوقف)" (الشعراء 34). قال الله سبحانه في سورة الشعراء عند مواضع الادغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية "وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ (الادغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية) مُتَّبَعُونَ" (الشعراء 52)، "فَأَتْبَعُوهُمْ (الادغام المتماثل للميم الساكنة مع الميم المشددة التالية) مُشْرِقِينَ" (الشعراء 60).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat