حِجا الإنسانِ بالشيطانِ أزرى
دهاؤه كان أعظمَ منهُ مكرا
إلى الشيطان قد أعطى دروساً
وفاقه ُفي خداع الناسِ غدرا
أرى الشيطانَ للإنسانِ ظلّاً
وعِدْلاً في حقيقتهِ وظئرا
فيبدي خشيةً وجهاً بشوشاً
ويخفي قلبُهُ حسداً ووغْرا !!!
وليس يضرُّ إنساناً سويّاً
كما الإنسان حين يرومُ ضرّا
مَنِ الشيطان كي نخشى أذاهُ
ومَنْ منّا رأى الشيطانَ جهرا ؟!!!
علامَ الناس يدميهم صراعٌ
وكانَ بهِ بنو الشيطانِ أحرى ؟!!!
فما الشيطانُ إلا محضُ وهمٍ
ومجهولٌ يراهُ العقلُ فكرا
لذا الانسان قد ألقى عليهِ
شرورَهُ فهو يحملُ عنهُ وزرا
وما الشيطانُ بالوسواسِ يغوي
بل الإنسانُ بالإغواء ِأدرى
فشرّ الناسِ منهمْ ليسَ منهُ
ألا منْ علّمَ الشيطانَ شرّا ؟!!!
وكيفَ يُعلّمُ الإنسانَ كفراً
ولم نُخْبَرْ عن الشيطانِ كفرا ؟!!!
تمرّدَ فهو للرحمنِ عاصٍ
يقيناً ما عصى للهِ أمرا !!!
أبى أمْرَ السجودِ فقد رآهُ
لغيرِ الله ربّ الخلقِ نُكْرا
إذا الشيطانُ للإنسان غاوٍ
علامَ يطيلُ ربُّ العرشِ صبرا ؟!!!
وللشيطانِ لا تُحصى ضحايا
ومن إغوائهِ للآنِ تترى !!!
وترتكبُ الجرائمُ والمآسي
ومِنْ وسواسهِ يجنونَ مرَّا !!!
بهِ امتلأتْ جهنُّمُ بالبرايا
أعدٍّ الله للعاصينَ سقرا
فما الشيطانُ مصدرُ كلِّ شرٍّ
وليسَ جبّلةُ الإنسانِ خيرا !!!
أرى إبليسَ مظلوماً تقيّاً
فلم يسجدْ لآدمَ إذْ أصرّا
أبى يعنو لمخلوقٍ غريبٍ
فلم يسجدْ لغيرِ الله بَرَّا
على مَ سجودُهُ للطينِ ذلّاً
وليس إباؤهُ المعقولُ كِبْرا
أرى إبليسَ مُتَهماً بريئاً
فلا تُرموا عليهِ الإثم زورا
ولا تلقوا جرائمكمْ عليهِ
أرى الإجرامَ بالإنسان أزرى
فجلُّ الناس قد جُبلوا عبيداً
ولم أرَ بينهم في الخطبِ حُرّا
وكم منْ مدّعٍ ديناً وعلماً
ولم يحسنْ سوى الترديد غرّا
وأحقرُ ما أرى في الناس خِبّاً
يُريكَ الدينَ وهو يفيضُ عُهرا
وتلك حقيقةٌ تبدو ولكنْ
عقول الناس بالأوهام سكرى
وما الإبداع منّي كان وحياً
منَ الشيطان حين أقولُ شعرا !!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat