ملحمةُ النصرِ صناعةُ نفوسٍ أبية
عبد الناصر السهلاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الناصر السهلاني

🔹{...وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } (الحج: 40) وقال أمير المؤمنين عليه السلام (في وصف حال المجاهدين بين يدي النبي صلى الله عليه وآله):
(( ولقد كان الرجل منا والآخر من عدونا يتصاولان تصاول الفحلين. يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس المنون. فمرة لنا من عدونا. ومرة لعدونا منا. فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدون الكبت وأنز علينا النصر )) (نهج البلاغة: خطبة 56)
🔹عندما يخبرنا الوحي بشيء ويؤكد ذلك الخبر اهل العصمة والطهارة فإن اليقين يبلغ مداه والاطمئنان يصل اقصاه.
ومن اخبار الوحي تلك: نصر الناصرين لله، والملبين دعوته، والباذلين في محبته، ومن اجلى مصاديق النصر لله هو الجهاد في سبيله الذي لا يتحقق الا عن وعي وبصيرة بوضع القدم في المكان المناسب تأديةً للتكليف الذي يُعرف بموجهٍ شرعي، لا عن هوى واستحسان واجتهاد شخصي.
وما ملحمة النصر في عراق المقدسات على شذاذ الافاق اصحاب الفكر الظلامي قاتلي النفس البريئة الا مصداق لنصر الله تعالى لناصريه، حيث نهضوا لاداء التكليف الذي استوضحوه من نائب المعصوم، فهبوا سراعاً ونصب أعينهم النصر او الشهادة.
فارتقوا بذلك، وتعرضوا لنيل المنازل الرفيعة، والجوائز العظيمة، والصفات الكريمة، عند بارئهم، وقد تلمسنا بعض ذلك في حديث الجهاد ومنزلته على لسان سيد المجاهدين بعد النبي، امير المؤمنين علي بن ابي طالب (صلوات الله تعالى عليهما وآلهما) فان له نكهة خاصة وعبير رحمة الهية يشمه كل موالٍ بل كل من عرف علياً(عليه السلام) وادرك ان الحق معه دائر حيثما دار:
* قال علي عليه السلام: (( أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه وهو لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة.)) (نهج البلاغة: خطبة 27)
* وقال عليه السلام:
(( أيها المؤمنون إنه من رأى عدوانا يعمل به ومنكرا يدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ، ومن أنكره بلسانه فقد أجر وهو أفضل من صاحبه. ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين هي السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى وقام على الطريق ونور في قلبه اليقين.)) (نهج البلاغة: حكمة 373)
🔹اجزل الله تعالى الثواب لابطال الدفاع الكفائي والقوات المقاتلة، (شهداء ابرار، واحياء احرار)، بما حفظوا من الدين، والمقدسات، والانفس، والاعراض، والاموال، وجزاهم عنّا خير الجزاء. وتعساً لمنكري فضلهم، والقادحين بتضحياتهم، والمشككين في ولائهم لاهلهم وأوطانهم، ممن اعمى الله بصيرته، ونطق الشيطان على لسانه، ومرّغ ضميره في وحل الحقد والضغينة.
والحمد لله تعالى ناصر المؤمنين وقامع الظالمين، وصلى الله على محمد وآله الأطهرين.
#وأسألكم_الدعاء
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat