لا تُنكري دمعي جرى كالمنبعِ
فالكبرياءُ جميعهُا في أدمعي
طالَ الفراقُ عليَّ دونَ جريرةٍ
وشكايتي اقترنتْ بذلِّ تضرّعي
فإذا رأيتِ بيَ انكساراً فاعلمي
لولا هواكِ وعزّتي لم أضرعِ
فالنجمُ دونَ مقام نفسي رفعةً
والشمسُ لو جافيتُها لم تسطعِ
ليلايَ والشوقِ المبرّح في الحشا
ما كنتُ يوماً في هواكِ بمدّعِ
لاتحسبيني غافلاً إنَّ الهوى
بادٍ على عينيكِ لا تتقنّعي
بوحي بما تخفينَ عني من جوىً
عندي كما تخفينَ تحتَ الاضلعِ
أو لا تبوحي واكتمي سرَّ الهوى
فالحبُّ يحلو بالحياءِ تمنّعي
أضحى فؤادي في يديكِ رهينةً
ما شئتِ فيهِ وما بدا لكِ فاصنعي
ودعيهِ في دنيا الصبابةِ هائماً
مترنِّماً مثلَ الحمام السجّعِ
ودعي خيالي في هواكِ محلّقاً
متألّقاً بين النجوم اللمّعِ
كالنّسرِ يبسطُ في الفضاءِ جناحهُ
ويصيدُ فيه معانيا لم تبدعِ
لاترحلي وإذا نويتِ فاجملي
عند الرحيل بخافق متوجّعِ
يتلو بمحراب الهوى لك سورة
العشق المطهّر مثل عبدٍ طيّعِ
قد باتَ نهباً للتحسّر والاسى
مثل التنائي علقماً لم يجرعِ
حيث اتّجهتُ رأيتُ وجهكِ ماثلا
يزهو أمامي في جهاتي الاربعِ
رباه هل تبقى تعنُّ بخاطري
فتقضّ أشباحُ الهواجسِ مضجعي ؟!!!
وأغطُّ في حلم اللقاء بلذةٍ
وأرى محيّاها بليلٍ أسفعِ
فتزيل أشجاني وينكشفُ الدُّجى
بضياء وجهِ الشمسِ عند المطلعِ
وارى ملذاتِ الحياةِ جميعَها
جُمعَتْ أمامي وهي جالسةٌ معي
فأضمّها كالطفلِ بينَ جوانحي
وتضمّني في صدرها كالمرضعِ
وأعبُّ من ورد الشفاهِ رحيقَهُ
أنّى أشاءُ كنحلةٍ لم أمنعِ
وأشمّها فتبثَّ في قلبي الحياةَ
ونشوةًفي عطرها المتضوّعِ
وأظلُّ محتضنا لها حتي أرى
أضلاعها ذابتْ هوىً في أضلعي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat