صفحة الكاتب : رزاق عزيز مسلم الحسيني

يراني الناس في العشرين كهلا
رزاق عزيز مسلم الحسيني

قصيدة كتبتها محاكاة لربِّ القوافي المتنبي العظيم وكنت في الصف الثاني كلية الاداب جامعة بغداد قسم اللغة العربية وقد ذهب منها الكثير ولم يبق منها إلا ما احتفظت به الذاكرة

يراني الناسُ في العشرينَ كهلاً

فؤادي من هوى الأحباب ذابا

ورأسي من صروف الدهر شابا

لقد لبست ليَ الدنيا قناعا

وأخفتْ تحتهُ وجهاً كذابا

تموّهُ في محاسنها وتخفي

وراء جمالها قبحاً وعابا

أبانتْها ليَ الأيام حتى

ازاحتْ عن ملامحها الضبابا

ولو دوّنتُ ما لاقيتُ فيها

لأضحى في جرائرها كتابا

حوادثها المريرةُ أحكمتْني

رأيتُ بها الغرائبَ والعجابا

يراني الناسُ في العشرين كهلاً

لاني ما لبستُ بها الشبابا

ولدتُ بها أبيَّ النفس جلداً

وآنفُ أن أداهنَ أو أهابا

وعيتُ على مصاعبها صغيراً

وخضتُ بجرأة الليثِ الصعابا

تحاربني وتمعنُ في خصامي

فما جانبتُ مذ صغري الصوابا

أذاقتني الأسى مذ كنتُ طفلا

وأبدتْ لي قلىً ظفراً ونابا

ولستُ مغالياً فيها هجائي

إذا أوسعتُ دنيانا سبابا

تجاوزت المدى في هضم حقّي

تُحيلُ الماء في ظمئي سرابا ؟!!!

أ جئتُ اليكِ يا دنيا لأشقى

سؤالي ضجَّ هل يلقى جوابا ؟!!!

أمثلي يستضامُ فليت شعري

تعامى الدهرٌ عنّي أم تغابى ؟!!!

فهل أيّامهُ تقتصّ منّي

وما ذنبي لكي ألقى عقابا ؟!!!

ألومُ الناسَ أم أشكو زماني

فما أدري لمن أُزجي العتابا ؟!!!

إذا ما سرتُ في طلب المعالي

تخذتُ العزمَ في الجُلّى ركابا

وما مسّتْ ثيابُ الذلِّ جِلْدي

وغير العزِّ لم ألبس ثيابا

كواقفةٍ على جمرٍ خيولي

تلوك أسىً شكائمها غضابا

لأملأ هذه الدنيا دويّاً

بموج الموت تصطخبُ اصطخابا

وأقضي الليلَ مغتبقاً دماءً

منَ الأعداء لي أمستْ شرابا

 

أحطّم كلَّ ما ألقى أمامي

صوارمَها المواضي والحرابا

وأجعلُ ُفي مقارعة الليالي

جبالَ همومها تحتي ترابا

إذا أنا لم أحقق أمنياتي

حياتي لم تكن الا هبابا

سأقتحمُّ المصاعبَ في ثباتٍ

وأفتحُ شامخاً للمجد بابا

وإنْ ألقَ الردى سيقومُ عذري

فما في الموتِ عارٌ كي أعابا

فما الآمالُ بالأحلام تُجنى

وليس ننالُ بالكسلِ الرغابا

فما خيرُ الحياة بغير مجدٍ

ولا أرضى بغيرهِ أن أُثابا

فلي حسبٌ علا فوقَ الثريّا

ويُتعبُ عند رؤيتهِ الرقابا

فآبائي نجومٌ لا تُسامى

وإني بينهم كنتُ الشهابا

الى عزّام فد كان انتسابي

بهِ جزتُ الكواكبَ والسحابا

ومثلي يملأ الدنيا افتخاراً

ليَ الأمجادُ تفتخرُ انتسابا


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رزاق عزيز مسلم الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/11/02



كتابة تعليق لموضوع : يراني الناس في العشرين كهلا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net