صفحة الكاتب : سوسن عبدالله

قمر سور شناس
سوسن عبدالله

 الرفاق هم ظل الطواغيت في الأرض، يستلمون أوامرهم من الطاغية كوصايا مقدسة لا بد من تنفيذها حرفيا، والمعروف أن الطواغيت تخشى الجوامع والحسينيات وخاصة في أيام المناسبات، وقبل أن يصل شهر رمضان تكون الإمضاءات معدة جاهزة لتبليغ المتولين على تلك الحسينيات وأخذ تعهدات خطية لتنفيذ أوامر الحزب، وبين صمت الجالسين ورهبة مسؤول المنظمة الحزبية وعصابته صعد غسان شبات حسون العتابي، ليتحدى ذلك الطاغوت ويقرأ دعاء الافتتاح ويتوقف عند جملة (اللهم إنا نرغب إليك بدولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله)، لكي يبلغ في الدلالة وقف عندها  يتحدى بها الطغاة، شعر حينها مسؤول المنظمة الحزبية وأصحاب الشخصيات المغناطسية من تبعته بأن العملية قصدية وفيها تحدي واضح، كانت لحظات تخنق  الانفاس، والشباب ينظرون لهذا المشهد بإعجاب حتى أن أعضاء المنظمة صغروا في أعين الناس لحظتها صغروا وتكوروا في مقاعدهم لا يعرفون ماذا يفعلون، كان الحزب يعتقد أن العمل السياسي وحده يهدف إلى الحياة، لهذا وزعوا شعاراتهم على كل سبل الحياة، فشلوا من أن يجدوا مؤثرا أقوى من المجالس الدينية، لذلك تجندوا لسلب حريات الناس الفكرية والروحية، ولم ينته الموقف بل كررها ثالثة فانفجر الموقف 
 وقف كبيرهم منفعلا غاضبا مطأطأ الراس وعند الباب التفت لحاشيته وقال ليحضر المتولي، أريد أن أراه، وأريد معلومات أمنية عن الخطيب  
انتقلت في مهمتي إلى موقف آخر من مواقف غسان العتابي، في دفتر مذكراته وجدته كتب، المدير الذي لا يملك سعة الصدر لا يستطيع أن يوازن أموره ولا يقدر أن يحتوي موظفيه وناسه ويعجز عن تقييم الخلل ومعرفة سبل الواهبين 
موجة عارمة من هذا النوع المحدود الفكر تصدر المسؤوليات دون حنكة، قال لي المدير العام لا بد من إيجاد توازن بين الوظيفة والجهاد، نظرت بوجهه: 
ـ ما نفع كرسيك إذا ضاع الوطن؟، قدمت له استقالتي، أستاذ ستجد بسهولة غيري، ورحت أبحث بين الناس عنه كونه كان يترقب عودة الناس إلى قرآهم وبساتينهم العامرة يلتقي شيوخ العشائر ليسلمهم أمانة الله كاملة، هذه يا شيخ أمانة الله سبحانه، وكان بهذه الأمانة يوصل رسالة الحشد الأخلاقية، الدين عنده ليس شعارات، ولا التبجح بالعروبة هي الدليل على عربية الفكر وصفاء السريرة، لذلك كان يقدم لهم الماء والغذاء ويسهل أمورهم فكسب مودة الناس 
وجدت موقفا آخر توقفت عنده كثيرا متأملة  لكونه كان يلقب بين الناس حاج جون وهذا يدل على عمق تعلقه بالتأريخ الحسيني ومحبته وعشقه للثوار، جعله يختار لقب الشهيد جون، فالأحاديث تروي أنه التحق إلى سوريا لحماية مرقد السيدة زينب عليها السلام، العهد الذي أعطاه جون يتنامى مع شباب كل جيل، عهد جون وجدته مكتوبا في دفتره (الدفاع عن الحق ضد الباطل أينما وجد وهذا الطريق فيه أهداف كثيرة لا بد أن أحققها)  وأما الحديث عن سور شناس له خاصية الجذب والترقب في روحي فسور شناس هي منطقة أثرية وكانت باب من أبواب المدينة في عهد العثمانيين، استغلتها داعش لتكون مقر قوتهم وتواجدهم، تعلمت من خلال عملي الإعلامي أن أتجاوز ما يذاع واقف بنفسي على الحدث، في حصار مميت لمجموعة من عناصر الحشد الشعبي قال غسان العتابي حكمته حين نادى بحماس الروح نحن نستشهد لكننا لا نموت، واستنفر فيهم روح الشهادة  وصد الهجوم وأنقذ القوات المحاصرة، ومن أجمل ما توصلت إليه أن العتابي اغتسل غسل الشهادة ولبس بدلة عسكرية جديدة وذهب راكضا ليصد هجوم (بلدوزر) ونجح فعلا بتفجير البلدوزر وتشظى في الفضاء واستقرت شظية من تلك الشظايا في راسه ليصير قمرا منيرا في سور شناس


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سوسن عبدالله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/10/25



كتابة تعليق لموضوع : قمر سور شناس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net