صفحة الكاتب : رزاق عزيز مسلم الحسيني

أنا للحياة أتيتُ أعمى عاريا

قسراً ومشلولَ الارادةِ واهيا

 

ما كنتُ أدري إذْ قذفتُ بفخّها

فشكوتُ مستاءً ولم أكُ باكيا

 

ما اخترتُ حين رُميتُ فيها مرغماً

وطناً ولا ديناً ولا أهلاً ليا !!!

 

شرَكٌ كبيرٌ قد علقتُ بقيدهِ

وأبي بهِ قد كانَ جهلاً راميا

 

لبّى أبي أمرَ الغريزةِ طائعاً

لمّا دعتُهُ مُلبّياً لا عاصيا

 

لولا العريزةُ لم يكنْ في الخلقِ ذو

روحٍ على ظهرِ البسيطةِ باقيا

 

فإذا بنا اضطرمتْ فمَنْ لم يحترقْ

بلهيبها أو كانَ جلْداً قاسيا ؟!!!

 

فأنا أتيتُ إلى الحياةِ بمكرها

أتلو عليكم في الشقاء قوافيا

 

إنّي لأجهلُها وأجهلُ مَنْ أنا

لمْ آتِها لو كنتُ عنها داريا

 

ولما عرفتُ بها الشقاءَ ولم أكنْ

متبرّماً أو ساخطاً أو شاكيا

 

ولما تعالتْ من فؤادي صرخةٌ

وكأنّما حممٌ يسيلُ لسانيا

 

أنا طِلْسمٌ أم لعبةٌ في حيرةٍ

عزّ الجوابُ وظلَّ لغزاً خافيا ؟!!!

 

إنٍّ الحياة تظلُّ أُحجيةً لنا

ما كنهها إنّا لنجهلُ ماهيا ؟!!!

 

شيمُ الحياةِ تناقضٌُ ومهازلٌ

تدعُ الفؤادَ من البليةِ داميا

 

ما الدينُ فكَّ رموزَهُا وأجابنا

أو كان رأيُ العلم قولاً شافيا

 

أنّى أكونُ بها بشوشاً وادعاً

والنفسُ ما قرَّتْ لأبدوَ راضيا

 

ما لي وللدنيا أحيرُ بكنهها

وعلى مَ أرهقُ في التفكّر باليا ؟!!!

 

وتضجُّ أفكاري كبحرٍ هائجٍ

وضجيجُها باقٍ برأسي داويا !!!

 

مالي وللدنيا أحيرُ بكنهها

يا ليتني ما كنتُ فيها واعيا؟ !!!

 

لولا وجودي في الحياة لما أسيتُ

ولا شكوتُ من الهمومِ ودائيا

 

هي كالسؤالِ تظلُّ دون إجابةٍ

هل جئتُها كرهاً لأشكوَ حاليا ؟!!!

 

وفهمتُها لمّا بدا لي كلُّ شيءٍ

تافهاً فيها ولستُ مغاليا

 

لو بيعت الدنيا بدرهمَ ما اشتريتُ

وقد رأيتُ السعرَ فيها غاليا

 

وإذا اغتنيتُ بها سأظلم بائسا

وأكون بين الناس فظّاً طاغيا

 

وأكونُ مثل التافهينَ وضاعةً

لو كنتُ فيها راغباً لا قاليا

 

والكبرياءُ أذلُّها ذلَّ الحياة

لذي الإباء إذا نزعتُ إبائها

 

أنا لو ملكتُ الأرضَ أجمعها لما

أحسستُ نلتُ بها الغنى وأمانيا

 

سأظلُّ في قلقٍ لأني موقنٌ

إنّي سأتركها فليستْ ماليا

 

فالصبرُ صابٌ في فمي جُرّعتهُ

ما كنتُ فيها ضارعاً أو وانيا

 

مرٌّ مذاقُ الناسِ قد ألفيتُهُ

لمّا بلوتُهُ ذائقاً لا راويا

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رزاق عزيز مسلم الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/10/21



كتابة تعليق لموضوع : مكر الغريزة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net