الإنتماء_والحياد٠٠٠!!!؟؟؟
السيد شهيد الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السيد شهيد الموسوي

بعض الأصدقاء المثقفين والأكاديميين يعلن أنه يقف على الحياد ، وأنه موضوعي في طرحه وتناوله للحوادث المختلفة ، معللاً ذلك بأنه نابع من وطنيته وإخلاصه لوطنه لا غير ، وأنه يقف على التل بين واديين...!!! .
لا شك ولا ريب أن حب الأوطان هو نوع من الإخلاص وقوة الإنتماء...
ولكن كل هذا لايمنع من معرفة الحق وتمييزه ثم الإنحياز إليه...
★فالحياد ؛ لايعني أنك تقف في المنتصف ، بين الحق والباطل... فهذا يعني أنك مع الباطل ، وأنك تنصره ضد الحق ، لأن القضية مانعة خلو ، بمعنى أنه لايوجد برزخ بين الحق والباطل... فإن لم تكن مع الحق فأنت مع الباطل ، وكذلك العكس...
ثم أن الحق واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار ، ولكنه يحتاج إلى طريق صحيحة ونفوس نقية غير ملوثة بأدران المطامع ، وإذلال النفس من أجل فتات الآخرين...
★وأما الموضوعية ؛ فإنها لاتعني التجرد من كل شعور عاطفي أو إنتماء إنساني ، وحتى ديني ومذهبي ، لأن هذا الأمر سوف يُخرج الإنسان من إنسانيته ويناقض معتقداته الحقة التي آمن بها ، أو يصبح فارغا ً اجوفا ...
★فالفاجعة التي ألمت بالشعب اللبناني وما لحقها من مجازر ، أمر محزن يتألّم له كل غيور وكل ذي ضمير حي بغض النظر عن إنتماءه وعقيدته... فلماذا يستكثر البعض على من يشترك معهم بالدين والعقيدة أن يحزن أو يتفاعل مع هذا الشعب الجريح ، حتى وإن كان الساند لهم دولة لديك منها حساسية مفرطة ، بعد أن تخلى عنهم الجميع جبناً وذلاً وخذلاناً ، والكل يعلم أن مصدر هذه الحساسية معروف منذ زمن بعيد ، زرع الشعور بها نظام فاشي لم يرَ التاريخ مثله في الإجرام والعنصرية....
★فالوقوف على التل لايدل دوماً على الحياد ، بل قد يكون جبناً وذلاً...!!!
ولا التجرد يدل على الموضوعية ، بل قد يدل على الفراغ والضياع وفقدان الإنتماء...!!!
ولا التفاعل مع القضايا الخارجية يُخرج الإنسان من وطنيته أو يخدش بها ، خصوصاً إذا كانت هناك أواصر وروابط تربطه بتلك القضايا...!!!؟؟؟ .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat