صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

بل أحياء
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الشهيد حيّ بصريح القرآن الكريم [ وَلَا تَقُولُواْ لِمَن يُقۡتَلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتُۢۚ بَلۡ أَحۡيَآءٞ وَلَٰكِن لَّا تَشۡعُرُونَ ] البقرة ١٥٤ .

ومن وجوه المعاني القابلة للإنطباق على معنى الحياة هنا هو أن قضية الشهيد التي قضى نحبه من أجلها باقية لحين تحقيق أهدافها وأغراضها ، وأن الذين قتلوا في سبيلها - الشهداء - لازالوا يدافعون عنها وفق ظروف وحيثيات عالمهم الذي انتقلوا اليه ، ذلك العالَم الذي تتجاوز امكانياته وقدراته امكانيات وقدرات عالم الدنيا بما لا يقاس ..

فإن خسرت تلك القضية قائداً أو جندياً مدافعاً عنها هنا فإنها ربحت قائداً وجندياً أعظم وأكبر لها هناك .. نعم ، قد نُدرك بعض آثار ذلك ، ونتحسس بعض انعكاسات هذه الوظيفة الجديدة للشهيد اتجاه قضيته ، من قبيل أنه سيكون ضميراً في الأمة يوقض سباتها ، وسيصبح عزيمةً في ابناءها يحرّك كسلها ، وسنراه إرادةً تكسر كل حواجز الشك والتراجع .. شهداء الأمّة يعني ثأرها الذي يشعل في جوفها نار الانتقام من اعدائها وقتلة خير ابناءها ، ولهذا يقول رسول الله ص وآله [ إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا ] . أما ما لا ندركه من عمل الشهيد لقضيته فهو أعظم وأكبر ..

فالأمة التي لا تقدم الشهداء هي أمة باردة ، قضاياها مجرد إرشيف على رفوف الذل والهوان .

الشهادة في الإسلام لا تعني انتهاء دور المجاهد وتقديم آخر ما لديه من أرصدة قتالية ، وإنما هي ارتقاء في أسلوب المواجهة وزيادة رتبة القتال درجة .

قال تعالى [ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡـٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ] النور ٥٥

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/09/30



كتابة تعليق لموضوع : بل أحياء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net