سُرَّ الوجودُ وفاض بالأضواء
في مولدِ الهادي أبي الزهراءِ
عنهُ نضى ثوبَ الضلالةِ وارتدى
حُللَ الهدى متلفّعاً ببهاءِ
سمتِ الحياةُ بخير مَنْ وطأَ الثّرى
بل أشرف الأمواتِ والأحياءِ
وتكشّفتْ سُدُفُ الجهالةِ والدُّجى
عن أبلجٍ كالبدرِ في الظلماءِ
سلَّ الوجود من الغياهبِ للضياءِ
وقادهُ لمحجةٍ بيضاءِ
وغدتْ بهِ بطحاءُ مكةَ روضةً
وتفجّرتْ فيها عيونُ رخاءِ
والبِّشرُ عمَّ الخافقين معاً به
والزهرُ يبسمُ في فمِ البطحاء
قد جاء للدنيا جميعاً رحمةً
كبرى لينقذها من الأسواءِ
والنورُ رانَ على البسيطةِ كلّها
واخضّرت الصحراءُ بالآلاءِ
والأرض أبدت للسماءِ سرورَها
ولها هوىً ترنو بعينِ رجاءِ
فهو الشفاء لأمةٍ شكتِ الونى
من وطأةِ الأوهام والأدواءِ
رأتِ الخلاص بهِ منَ الأوثان
والطغيانِ والأضغان والشحناءِ
وبهِ استعادَ الضارعونَ كرامة
واستبدلوا إذلالهم بإباءِ
وتحررَ الضعفاءُ من رِقِّ الطغاةِ
فهُمْ سواسية مع النبلاءِ
منْ كان أو هو كائنٌ لهُ مبغضاً
فلقد رآهُ بمقلةٍ عمياءِ
خلق الإلهُ لهُ الحياةَ وآلِهِ
خيرِ البريةِ من بني حواءِ
فمقامهم فوق الثريا والسهى
أقدامُهم تسمو على الجوزاء
خيلُ القوافي قد شكتْ في عدوها
رهقاً وما بلغتْ مرادَ ثنائي
إنّي بمدحكَ حائرٌ ومقصّرٌ
غلب الكمالُ بلاغةَ الشعراءِ
لكن شفيعي في قبولكَ مدحتي
نسبي يعودُ اليكَ في آبائي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat