دُومي على مقةٍ يا وحيَ أشعاري
إنّي على العهدِ ما أفشيتُ أسراري
يا غُرّةَ الفجرِ في ليلِ الأسى طلعتْ
تُجلي ظلامَ الدّجى عنّي بأنوارِ
يا روضةَ الحسنِ بالأزهار باسمةً
أشدو لكِ الشعرَ ماذيّاً لتشتاري
أواهُ يا مُنيتي من دونما سببٍ
أسقطتِ أشرعتي في بدءِ إبحاري !!!
كيفَ السبيلُ الى لُقياكِ يا وجعي
والبعدُ بُعدانِ بُعدُ القلبِ والدّارِ ؟!!!
أدري بأنّ اللقا أمسى لنا حُلماً
صعبَ المنالِ بعيداً مثلَ مشواري
يأبى محيّاكِ ينأى عن مُخيّلتي
في الليلِ يصحبني كالكوكبِ الساري
بينَ الجفونِ ثوى فالعينُ منزلُهُ
وحولُهُ هُدُبُي حاطتْ كأسوارِ
عودي إليَّ فصبري غاضَ منبعُهُ
ولاعجُ الحبِّ يصلي قلبيَ الواري
ما القلبُ وحدَهُ في كفّيكِ مُرتهنٌ
فالعقلُ منشغلٌ فيكِ بأفكاري
لاتحجبي وجهَكِ الوضّاءَ عن نَظَري
إنْ غابَ عنّي فما نفعي بإبصاري ؟
أُمسي وأُصبحُ مشتاقاً على أملٍ
منَكِ اللقاءَ كبيداءٍ لأمطارِ
أُمسي وأُصبحُ بالأشجانِ مُلتفعاً
في وحدتي غارقاً في دمْعيَ الجاري
ما دارَ في خَلَدَي بعدٌ يفرّقُنا
حتى رماني بسهمٍ منهُ غدّارِ
إنّي تركتكِ مضطراً على مضضٍ
كتاركِ الخلدِ مدفوعاً الى النارِ
لا تحسبي البعدَ أنساني وغيّرني
فما سلوتُكِ في بعدي وأسفاري
ما كنتُ أطلبُ في الدّنيا سواكِ منىً
يا كلَّ همّي وأحلامي وأوطاري
أضحى جفاؤكِ يغلو في مُخاصمتي
والقلبُ لمّا يزلْ يشقى بآثارِ
لا تُنكئي الجرحَ حسبي ما أكابدُهُ
في نأْيكِ المُرِّ من شوقٍ وتذْكارِ
همُّ الفراقِ ثقيلٌ بتُّ أحملُهُ
كمَنْ بدا شاكياً أثقالَ أوزارِ
ليلي أُقطّعُهُ مهموماً على أرقٍ
وما كشفْتُ لغيرِ اللهِ أستاري
إلّا قميراً بجنحِ الليلِ يرمقني
عطفاً ويبكي على أنّاتِ مزماري
لا تنكري نغمي إنْ شابهُ شجنٌ
فذا صدى القلبِ لا عزفٌ بأوتارِ
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat