ليس لأنه كان قوي البنية، فارع الطول، ضخم العضلات،
شجاعاً ومقداماً في المعارك،
فهذه الصفات قد تتوفر عند البَر والفاجر ،
وكل أمة لديها من الأبطال ما يكفيها لتفتخر بهم أمام الامم وتقدمهم كقدوات لأجيالها.
نحن نحبه ونعتز و نفتخر به لأنه كان تقياً مؤمناً مطيعاً لسيده و إمامه الحسين (عليه السلام)،
نتولاه ونزوره ونقتدي به لأنه كان صُلب الإيمان ونافذ البصيرة، وكان يُكثر من عمل الخيرات حتى لُقِّب بالعبد الصالح .
نقتدي به لشدة طاعته لله،
ولامام زمانه وغيرته على الدين ودفاعه عنه حينما يقول (اني أدافع ابداً عن ديني وعن إمام صادق اليقين)
لم يدافع من منطلق الأخوة وانما من منطلق دينه وعقيدته
تعالوا نسمع ما يقول في أرجوزته
أقاتل القوم بقلبٍ مهتدي
أذب عن سبط النبي أحمد
أضربكم بالصارم المهند
حتى تحيدوا عن قتال سيدي
إني أنا العباس ذو التودد
نجل علي المرتضى المؤيد
فقوة العباس البدنية وشجاعته مفروغ منها ولسنا بصدد الحديث عنها
ولكن الميزة هو أن تجتمع هذه القوة مع رقة القلب ودماثة الأخلاق حيث يقبول (إني أنا العباس ذو التودد) بمعنى كثير التودد
في الحياة قد تجد رجلا شجاعً ولكنه بالتأكيد ليس ودود وعالم ونافذ البصيرة وصلب الإيمان،
هذه التشكيلة العجيبة من الفضائل هي ما يميز العباس عليه السلام.
ربما لم تصلنا الكثير من فضائله لأنه عاش في ظل ثلاثة معصومين (أبوه علي بن أبي طالب ، ثم أخويه الحسن والحسين عليهما السلام )
ويروى أنه لم يسبقهم بالمسير او بالكلام أبداً ماداموا معه.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat