نتائج النهضة الحسينية ومميزاتها
د . مهند مصطفى جمال الدين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . مهند مصطفى جمال الدين

لم يعرف التاريخ حدثًا له كل هذا التأثير الكبير والانعكاس الأكبر مثلَ مقتل الامام الحسين (عليه السلام) ومثلَ نهضته العظيمة التي زلزلت الارض - وما زالت- تحت اقدام الظالمين، ومثل ما خلق دمُهُ المتفجّرُ حتى يوم الناس هذا، وعيًا بأهمية العيش الكريم وعدم الركون الى الظلم والظالمين، فإنه بقي متجددا بتبدل الزمان والمكان، وراسما للماضين والحاضرين والآتين اليوم الحر الذي ينبغي أن يعيشه الانسان الحر:
فدمٌ أرقتَ كأنّهُ من جِدّةٍ الآن يعطر في الثرى ويخضّبُ
وكأنّ حقًّا قد نصرتَ، وباطلًا يهوي وأحقادا عليك تألّبُ(1)
وبقيت نهضتُهُ عليه السلام خضراء على الرغم من تقادم الدهر والزمان وهلاك الظالمين ومن ينتسبون اليهم، وبقيت متقدة في قلوب الأحرار، الرافضين للظلم والاستبداد، ولم تزل مؤثرة في طول هذه الحياة، ولم يزل الانسان الموالي متأثرا بها، مهما تنقلت به الأزمنة والأمكنة ومهما دارت به الأرض وارتج به الليل والنهار.
ولا يخفى انه يمكن أن يتأثر الانسان بموت عزيز له، ويبقى ذاكرا له فترة من الزمن، بل قد يستمر به اثر فقده الى أن يستأثر الله به، وقد تمتلئ ذاكرة اولاد المفجوع أيضا بذلك الفقد لفترة من الزمن، بمعنى أنه يمكن ان تحتفظ بهذا الحزن والألم لمرحلة جيل أو جيلين أو حتى ثلاثة، واذا اردنا ان نبالغ كثيرا فنقول يمكن لها ان تحتفظ بمئة سنة أو مئتين لا أكثر، ثم يصير ذلك الحدث جزءا من التاريخ المدون او المنسي دون أن يكون له تأثير يذكر، واذا اراد ان يأثر فإنه يمكن أن يأثر بفرد واحد او اثنين.
ولكن يوم الحسين وحرقته ولوعته وكل ما حدث في يوم كربلاء والذكريات التي تحتفظ بها الاجيال تختلف عن كل حدث وقع في هذه الارض، فجيلٌ يسلم جيلًا، وسيرةٌ تستلم من اخرى، وموهبةٌ متقدةٌ وهي تستلم من موهبة يدًا بيد؛ لتكون نهضتهُ وكلمتهُ (عليه السلام) هي المنبع المتدفق، والذي لا يمكن له ان يُنسى مهما تغيرت الاحداث واشتبكت العصور، ومهما تكالبت الأزمات واشتدت المحن وقست السياط على المتون، بل أن الأجيال دأبت على أن تستذكر الحسين كلما حلت بهم مصيبة ونزل بلاء.
ويمكن لكل جيل ان يصور تلك النهضة بأنها ثورة انسانية تعبد للأحرار طريقهم، اذ انها ليست عبرة ولوعة فحسب، وما تركه ليس حبا ورثه الجيل من الآباء والأجداد، او أنه الزاد والورد الصافي او الحليب الطاهر الذي رضع الاطفال منه وشبوا عليه الى أن كبروا وتمسكوا به؛ لأن المجالس تكرر ذكره بطرق واساليب مختلفة ومتنوعة، وقد تكون متوائمة مع الادوات العصرية التي يمكن لها ان تبقي جذوته متقدة.
أقول ليست الأمور التي ذكرناها هي التي أبقت الحسين خالدا في الضمائر والسرائر والنهى والقلوب، بل لأنه الطريق والعمل الصالح والكلم الطيب، الذي لابد له ان يكون حليفا لمن يعيش الحياة الدنيا، شرط ذكر الامام ومبادئه وشجاعته واخلاقه وصبره.
ومن المؤكد أن نهضته وموقفه الخالص لوجه الله تعالى سيسير مع الزمان، لأنه (عليه السلام) كان عارفا بنتائجها وآثارها.
وقد دأبت الأقلام الشريفة أن تذكر نتائج تلك النهضة وهي كثيرة جدا، وأن احصاءها دونه خرط القتاد، ولذا علينا أن نقتصر على ذكر نتائج ثلاثة وهي على النحو الآتي:
الأولى : تعرية النظام الفاسد، ولا سيما الحكم الأموي ومرحلته الجائرة، التي حاولت ان تتلبس بالإسلام وتتمظهر بأخلاقه ودعواته الى التحرر، بل استطاعت النهضة أن تعري كل نظام يحاول ان يخدع الناس بالمظاهر البراقة، وان تقف لكل نظام لتقول له أمامك طريقان طريق الحق وطريق الباطل، وان طريق الباطل وان طال به الزمان، ولكنه لابد ان يكون مفضيا الى الموت والفناء بأبشع صورة وأذل وأحقر مظهر.
قال تعالى: ((وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ))(2).
ونهضته (عليه السلام) هي الحد الفاصل بين الحق والباطل، وبين العدل والظلم، إذ لابد للإنسان في الحال هذه إما أن يقف هنا أو هنا، ومن الجلي أن الظالمين، لا سيما الحكام، سيتبجحون بظلمهم وسيقتفون آثار (يزيد) ويفتكون بكل من ان ينتمي الى (الحسين)؛ لأنه الممثل الحقيقي للإسلام الحقيقي؛ ولأنهم يخافون الحسينيين، بوصفهم رموزا مكافحة ضد الظلم والاستبداد؛ ولأن روحه (عليه السلام) مادامت متقدة لابد لها أن تنفخ روح الحياة في الاجسام.
الثانية: الشعور بالإثم؛ لعدم نصرة الامام (عليه السلام)، إذ إن الأجيال تعي هتاف زينب (عليها السلام) ساعة قالت: (فلا رقأت الدمعة، ولا هدأت الرنة)(3)، فراحت تنتصر لموقفه الخالد بهذه التصرفات المرئية والمسموعة، وبالدموع المتفجرة في كل زمان وكل مكان، عادّةً مثل هذا الشعور العاطفي موقفا صلبا ازاء ما حدث في ذلك اليوم الرهيب، بحسبان أنه اعلان للثورة ضد الظلم والطغيان.
الثالثة: احياء الارادة لأمة تخاذلت بعد أن عم بها الظلم والجور والاستبداد، إذ خلقت النهضة فيها روح الجهاد في سبيل الله تعالى، ولا يخفى ان كل جهاد حق هو مصداق للجهاد في سبيل الله، سواء كان لنيل الحرية او العدالة او لتحقيق الانصاف او لإرضاء الطموح المشروع او لمسيرة يسود فيها القانون وتتراجع الفوضى ويعم الأمن والأمان، فالمؤمنون لا يستسلمون ولا يساومون ولا ينتهزون الفرص على حساب الكرامة، ولا يختارون الا ما اختاره (عليه السلام) في يومه الخالد، اذ قال: ((ألا وأنَّ الدَّعيَّ ابنَ الدَّعي قد ركز بَين اثنَتينِ: بين السلَّة والذِّلَّة وهَيهات منّا الذِّلَّةُ، يأبى اللهُ ذلك ورَسُولُهُ والمؤمِنوُنَ وحُجُورٌ طابَت وأنوفٌ حَميَّةٌ ونفوسٌ أبيَّةٌ، أنْ نؤْثِر طاعة اللِّئامِ عَلى مَصارِعِ الكِرامِ))(4)، ومن المعلوم عندهم أن طريق السلة هو طريق الاحرار والمجاهدين الذي لابد لهم ان يسلكوه باختيارهم وارادتهم.
وبعد هذه النتائج المستخلصة يبقى أن نشير الى اهم تمظهرات هذه النهضة وأهم مميزاتها وعلى النحو الآتي:
الأولى: ان المعركة قد اتسعت فوق الزمان والمكان، فمن الناحية الزمانية نلحظ انها لم تستغرق سوى ساعات، ولكنها على الرغم من ذلك لم يحوها الزمان، على الرغم من مرور اربعة عشر قرنا على حدوثها، في حين نجد معارك أخرى قد حدثت في الزمان وامتدت لأكثر من مئة سنة كمعركة داحس والغبراء(5) وحرب البسوس(6) وحرب الروم(7) التي ذكرها الله تعالى بقوله ((غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ))(8) وحرب الوردتين(9) والحرب العالمية الاولى(10) والثانية(11) وعلى الرغم من طول زمان هذه الحروب ولكن لم يكن لها ذلك التأثير.
وكذلك يفترق الحال من الناحية المكانية، إذ إننا نعلم ان البقعة التي حدثت فيها معركة الطف محدودة جدا ولم تتجاوز المئات من الامتار، ولكنها قد احتلت الارض كلها، واصبح تأثيرها ممتدا في كل بقعة يمكن ان يصل اليها الانسان، في حين نجد معارك قد حدثت في التاريخ واشتبكت فيها اوطان وبلدان طويلة وعريضة، ومع ذلك تأثيرها محدود، من امثال المعارك التي ذكرناها آنفا.
الثانية: القيم العالية والعميقة والتي يمكن ان تكون مظلة لكل القيم العليا، اذ لنا أن نسأل عن الهدف الذي يريدها الحسيني من وراء استذكاره لهذه المعركة الخالدة ؟
ومن المؤكد انه يريد أن يحقق المحافظة على الدين القيم، وان يحافظ بما أوتي له من قوة على الحق لتكون كلمته هي العليا، ويريد ان يكون آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، وان يكون طالبا للإصلاح، وهو المفهوم الذي سعى الامام أن يحققه لتنضوي دونه قيم العدالة والكرامة والاباء والعز والحرية.
على حين أننا نلحظ كل الحركات التي حدثت في الزمان والمكان لم تهدف الى تحقيق هذه القيم، وان كانت ترفعها شعارا لها، بخلاف نهضته (عليه السلام)، فقد ارادت أن تسمو بالفكر وان تتحرك دائما وابدا باتجاه الانسان، الذي ارادت له ان يكون شجاعا ومضحيا في سبيل مواقفه الشجاعة، وان لا يتسامح بإعلاء كلمة الحق، وان كانت تريد منه ان يكون متسامحا ولينا مع أخيه الانسان الآخر، بل أرادت ان يسود الإخاء والوضوح بين افراد المجتمع الانساني.
وهذه القيم هي التي جعلت من اصحاب المواهب - ومن كل الضفاف- ان تترنم بفيض العطاء الذي ولدته نهضة الامام (عليه السلام).
الثانية: السعة في التأثير الانساني، اذ تعد نهضة الامام من اكثر الحركات التي حظيت على طول الزمان والمكان باهتمام كبير من لدن المؤرخين والباحثين، ونتيجة لذلك ظهرت دروس وابحاث كثيرة تصور لنا ابعاد هذه النهضة، فلم يكن استذكارها لمجرد ارساء البعد العاطفي فقط، وان كان مهما، بل ان هناك اهدافا اخرى تتولد كلما تجدد الفكر وامتد الزمان.
الثالثة: فرادة الامام نفسه، وتميزه؛ كونه السبط الوحيد والامام الخامس من أئمة المسلمين والرمز القيادي والانساني الأول، وهذه ميزة مهمة، ولا نجانب الحق والواقع لو قلنا بأنها من اكثر المميزات تأثيرا، اذ لم يكن القائد والمؤسس لهذه النهضة رجلا عاديا، وانما هو نبي المسلمين بحسب مقولة النبي (صلى الله عليه وآله)، القائل (حسين مني وأنا من حسين)(12)، فلم يقل النبي حسين بعضي أو انه سمعي او بصري أو جسمي او يدي، بل قال انه مني وأنا منه، بمعنى أن ذات الحقيقة المحمدية متحدة بالحقيقة الحسينية.
الرابعة: بشاعة المقتل وعظمة الحدث الذي وقع في نهار كربلاء، والذي عبر عنه الامام زين العابدين (عليه السلام) بقوله : ((ولا يوم كيوم الحسين (عليه السلام) ازدلف إليه ثلاثون ألف رجل، يزعمون أنهم من هذه الامة، كل يتقرب إلى الله (عز وجل) بدمه، وهو بالله يذكرهم فلا يتعظون، حتى قتلوه بغيا وظلما وعدوانا))(13).
الخامسة: الخلود والبقاء لهذه النهضة، حتى بعد مرور السنين الطويلة واشتباك الاحداث وازدحامها، ولكنها مازالت خضراء، ومازال عطاؤها متجددا ما مر الزمان، ولم تزل نبعا ثرا للمواهب القريبة والبعيدة.
قال الشاعر المصري أمل دنقل (14):
كنتُ في كَرْبلاءْ
قال لي الشيخُ إن الحُسينْ
ماتَ من أجلِ جرعةِ ماءْ!
وتساءلتُ
كيف السيوفُ استباحتْ بني الأكرمينْ
فأجابَ الذي بصَّرتْه السَّماءْ:
إنه الذَّهبُ المتلألئ: في كلِّ عينْ.
إن تكُن كلماتُ الحسينْ..
وسُيوفُ الحُسينْ..
وجَلالُ الحُسينْ..
سَقَطَتْ دون أن تُنقذ الحقَّ من ذهبِ الأمراءْ؟
أفتقدرُ أن تنقذ الحقَّ ثرثرةُ الشُّعراء؟
والفراتُ لسانٌ من الدمِ لا يجدُ الشَّفتينْ؟!
***
ماتَ من أجل جرعة ماءْ!!!(15)
وقال الشاعر السوري أدونيس(16):
وحينما استقرَّتِ الرّماحُ في حشاشةِ الحسين
وازينّتِ بجسدِ الحسين
وداستِ الخيولُ كلَّ نقطةٍ في جسدِ الحسين
واستلبتْ وقسَّمتْ ملابسَ الحسين
رأيتُ كلَّ حجرٍ يحنو على الحسين
رأيتُ كلَّ زهرةٍ تنامُ عند كتفِ الحسين
رأيتُ كلَّ نهرٍ يسيرُ في جنازةِ الحسين
........
1 - الديوان : مصطفى جمال الدين، ج2 ص 515
2 - آل عمران: 178
3 - بحار الانوار، المجلسي ، ج45 ، ص109
4 - بحار الانوار، المجلسي، ج45 ، ص83
5 - داحس والغبراء هي حرب من حروب الجاهلية بين فرعين من قبيلة غطفان، هما: عبس وذبيان، وتعد من أطول الحروب التي عاشها وخاضها العرب في العصر الجاهلي.
6 -حرب البسوس هي حرب قامت بين قبيلة تغلب بن وائل وأحلافها ضد بني شيبان وأحلافها من قبيلة بكر بن وائل بعد قتل جساس بن مرة الشيباني البكري لكليب بن ربيعة التغلبي ثأرا لخالته البسوس بنت منقذ وهي من قبيلة بني تميم بعد أن قتل كليب ناقة كانت لجارها سعد بن شمس الجرمي، ويذكر أن هذه الحرب استمرت أربعين عاما.
8 - حروب الروم والفرس سلسلة من النزاعات بين دول العالم اليوناني الروماني وقائمتين متعاقبتين من الإمبراطوريات الإيرانية: وحكام مملكة بارثيا والساسانيين.
9 - الروم: 1- 3
10 - حرب الوردتين (1455م-1485م) : هي حرب أهلية دارت معاركها على مدار ثلاثة عقود حول الأحق بكرسي العرش في إنجلترا، بين أنصار كل من عائلة لانكاستر وعائلة يورك المنتميتين إلى عائلة بلانتاجانت، بسبب نسبهما إلى الملك إدوراد الثالث، وقد كان شعارهما الوردتين المختلفتين في اللون (الأبيض والأحمر) ، ويذكر أن أول من أطلق على هذه الحرب ب(حرب الوردتين) هو ويليام شكسبير في مسرحيته الشهيرة( هنري السادس)، فقد كانت الوردة الحمراء شعار أسرة لانكاستر، والوردة البيضاء شعار أسرة يورك، وبعد معارك طاحنة بين الطرفين المنتميين لعائلة بلانتاجانت انتصر هنري تيودور من أسرة لانكاستر على آخر خصومه من أسرة يورك وهو الملك ريتشارد الثالث، وقد تزوج من الأميرة إليزابيث ابنة الملك إدوارد الرابع، و يُذكر أن أسرة تيودور قد حكمت إنجلترا وويلز لمدة 118 سنة، أي من سنة 1485 م الى سنة 1603م . (ينظر: الموسوعة الحرة"ويكوبيديا).
11 - الْحَرْبُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْأُوّلَىٰ عُرِفَتْ حينئذٍ بالْحَرِبِ ٱلْعُظْمَىٰ هي حرب عالمية نشبت بدايةً في أوروبا من 28 يوليو 1914 وانتهت في 11 نوفمبر 1918.
12 - الحرب العالمية الثانية هي حرب دولية بدأت في الأول من سبتمبر من عام 1939 في أوروبا وانتهت في الثاني من سبتمبر عام 1945، وهي بين حِلفَين عسكريَّين متنازعين هما: قوات الحلفاء ودول المحور، كما أنَّها الحرب الأوسع في التاريخ، وشارك فيها بصورة مباشرة أكثر من 100 مليون شخص من أكثر من 30 بلدًا.
13 - الأمالي : الصدوق، ج1 ص 547
14 - أمل دنقل هو شاعر مصري مشهور قومي عربي، ولد في أسرة صعيدية في عام 1940 م بقرية القلعة، مركز قفط بمحافظة قنا في صعيد مصر. وتوفي في 21 مايو عام 1983م.
15 - من اوراق ابي نؤاس: امل دنقل،
16 - هو علي أحمد سعيد إسبر المعروف باسمه المستعار أدونيس، ولد عام (1930)، في جبلة في سوريا و شاعر وناقد وأكاديمي ومفكر سوري - . تبنّى اسم( أدونيس (تيمناً بأسطورة أدونيس الفينيقية الذي خرج به على تقاليد التسمية العربية منذ العام 1948م.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat