الجلوس على التل (الصلاة مع علي (ع) أقوم والطعام مع معاوية أدسم والجلوس على التل حين الحرب أسلم)
علي البدري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي البدري

فلسفة قديمة تتبناها الكثير من المجتمعات بغض النظر عن معتقداتهم وانتماءاتهم، وهم فئة لا تتجزأ عن (المجتمع) أي مجتمع وفي كل مكان وزمان... فتجد الكثير من أبناء هذا المجتمع أو ذاك يعيش حالة الانسلاخ عن واقعه اليومي، ويكتفي بالنظر من أعلى التل إلى البلاد والعباد، يتملكه اليأس ويأخذ منه الجزع كل مأخذ، فتراه سلبيا في أفكاره، وينتقد كل عمل أو مشروع أو تجديد، فيكون عبئاً على نفسه ومجتمعه، فلا يكون له طعم أو لون أو شكل، وكأنه ينظر إلى فلم مصور أمامه، فلا يكون له دور في صناعة الأحداث أو تغيير مجرياتها.
هذا النموذج موجود في كل وقت ألا أن نسبة وجوده تختلف في المجتمع، وتهدف اليوم الكثير من الجهود إلى زيادة نسبة هذا النموذج في المجتمع العراقي. هذا النموذج اللامنتمي الذي لا يستجيب لمتطلباته الشخصية واحتياجاته النفسية عابداً (لذاته) و(للذته) فقط، وهذا هو التقسيم الذي يخشى منه لهذا الشعب...
التقسيم الذي يحطّم الشعور بالمسؤولية تجاه الآخر وتجاه الوطن، التقسيم الذي ينطلق من داخل الإنسان، الذي هو أكبر من كل التقسيمات الإدارية والجغرافية.
فعلينا اليوم أن نعمّق إحساس الفرد لمجتمعه وحاضره، ونربطه بعمقه التاريخي ليستطيع أن يبلور رؤيا واضحة لمستقبله، ويرسم معالم هذا المستقبل على أساس ومقتضيات وجود أمته وأصالتها وتاريخها.... نحن اليوم أمام تحديات كبيرة تريد أن تجعل من حضارتنا وعطائنا، تراثاً جامداً قد أغلقت عليه الأبواب، وحوصر في كتب ومتاحف... نحن اليوم مدعوون لأن نختار واقعنا، ونقرر من اليوم مصير أجيالنا القادمة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat