شكراً على ما ضاعَ من عمري
بينَ المنافي مطلع الفجرِ
أعوامهُ العجفاءُ صاديةٌ
عنّي تلاشتْ دونما قَطْرِ
أحلى زهور العمر قد ذبلتْ
في غربةٍ من حيث لا أدري ؟!!!
وذوى بها غصنُ الشباب سدىً
أنّى لهُ ريٌّ من القفرِ ؟!!!
وغدتْ بها كالثلج ناصيتي
وتعالت النيرانُ في صدري
صدري إذا ما جاشَ من غضبٍ
فعلى فمي حممٌ من الشِّعرِ
أخشى إذا أفصحتُ عن وجعي
يفتي قطيعُ الجهلِ في كفري !!!
شكراً على الطعناتِ في نسقٍ
في أضلعي بخناجر الغدرِ
لكنَّ أقساها وأوجعها
طعناً وجبناً طعنةَ الظهرِ
أنا لا ألومُ الظالمينَ عَتَوا
وطغوا ولا أشكو من الدَّهْرِ
شكراً لهم فحياتُنا نكدٌ
سأظلُّ أشكرُهمْ مدى العمرِ
والدهرُ لي يسدي مواجعَهُ
كالمدمنِ السادي أذى الحُّرِّ
أشواكهُ ما زلتُ أمضغُها
ملأتْ لهاتي راجياً برّي
لمّا أزلْ بهمومهِ ثملاً
سحّت عليَّ كوابلِ الخمرِ
وكأنّما الأيامُ ما لقيتْ
ذا فطنةٍ تلهو بهِ غيري
فعلى مَ قلبي يشتكي رهقاً
في رقةِ الإحساسِ كالزَّهْرِ ؟!!!
كم ناءَ بالأعباء يحملها
أوزارها أقسى من النحرِ !!!
يا ليت قلبي في قساوتهِ
قد كانَ جلموداً من الصخرِ !!!
وكأنّما الأيامُ ما لقيتْ
ذا فطنةٍ تلهو بهِ غيري
كالمومس العمياء تمقتني
وسخيّةً بالهمِّ مُذْ صغري
حبّاً بيَ الحمقاءُ تجعلني
أمشي على الأشواكِ والجَمْرِ
أقضي الليالي دونما ضجرٍ
ألهو بما جادتْ من القهْرِ
أقضي الليالي غارقاً أرقاً
بين الهواجسِ أو لظى الفِكْرِ
وسخأؤها ما زال يغمرني
بهمومها أسخى منَ البحرِ !!!
وعليَّ تحنو جدُّ خائفةٍ
ما زلتُ مغترباً على الكِبْر
وخزائني بالوهمِ مُتخمةٌ
ملأى غدت بسبائك الصبرِ !!!
ولأنني فيها على خُلُقٍ
أبتِ الحياةُ عليٍّ بالنّصْرِ
فالصادقونَ نصيبهمُ عظةٌ
وغنائمِ الدنيا لذي العُهرِ
هشٌّ أنا في داخلي طللٌ
وأكونُ طاووساً من الفخرِ
حافٍ أنا بالتاجِ منتعلٌ
وكآبتي أضحتْ به تُزري
وعيون كلِّ الناس تحسدني
فالكبرياءُ تضنُّ بالسِّرِّ
ما دمتُ حيّاً شاكراً زمني
عمّا جرى ليَ فيِهِ أو يجري
إنّي غريقٌ في فضائلهِ
جهدُ المقلِّ غدا لهُ شكري
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat