صفحة الكاتب : د . عباس هاشم

العصمة ثابتة عقلا ونقلا والتلاعب بالمصطلحات مكشوف
د . عباس هاشم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 عن الصادق(ع) قال: ( نحن خزان علم الله، نحن تراجمة أمر الله [جمع ترجمان وهو المفسر للسان]، نحن قوم معصومون، أمر الله تبارك وتعالى بطاعتِنا ونهى عن معصيتِنا، نحن الحجةُ البالغةُ على من دون السماء و فوقَ الأرض)

من الضرورات عند الإمامية الاثني عشرية الاعتقاد بعصمة النبي (ص) وعصمة الأئمة (ع) سواء في في تبليغ الدين وأحكامه أو تطبيقها .

والضرورة تثبت بدليل قطعي وليس ظنيا كخبر راو واحد أو اثنين، فخبر راو واحد حتى لو كان ثقة، لا نقطع به .

والدليل على عصمتهم تارة يكون عقليا وتارة يكون نقليا.

فأما عقلا، فلا يمكن الوثوقُ بصحة ما ينقلُه النبي (ص) عن الله وما ينقله الإمام عن النبي من عقائدَ وأحكامٍ ما لم يكن النبي أو الإمام معصوما؛ فلو لم نؤمن بعصمة النبي (ص) لشككنا في صحة ما نقله لنا من قرآن..وهذا فيما يتعلق بتبليغ الدين؛ وأما فيما يتعلق بالتطبيق، فالنبي صلى الله عليه واله والأئمة أيضا معصومون، إذ لو قلنا أن النبيَ أو الإمامَ معصومٌ في تبليغ الأحكام فقط ولكنه يخطيء في الموضوعات وتطبيق الأحكام فيصلي الظهرَ خمسَ ركعاتٍ بدلا من أربع ، لتسربَ الشكُ لما يبلُغُه من أحكام أيضا، لأن العصمةَ لا تتجزأ هنا، فإذا كان لا ينسى أن الوحي قد أخبره بأن صلاةَ الظهر أربعُ ركعات فلماذا ينسى ويصليها خمسَ ركعات؟..إذن فالعصمةٌ ثابتةٌ بالدليل العقلي سواءً في تبليغِ الدين وأحكامهِ أو تطبيقه.

وأما الدليل النقلي، فبعد ثبوتِ حديثِ الثقلينِ والقطعِ بصدوره عن النبي الاعظم صلى الله عليه واله وغيره من الروايات التي تنص على وجوب أخذِ الدين من أهل البيت فقط، فقد تواتر النص عن النبي وعنهم من أنهم قد وصفوا أنفسَهم بأنهم معصومون والتواترُ يفيدُ اليقينَ والقطعَ ؛ وتوجدُ في عصمتهم عشراتُ الرواياتِ بعشرات الأسانيد من الكتب المعتبرة، فالنصُ متواترٌ سندا، بل حتى الدلالةُ في الكثير من الروايات قطعيةٌ صريحةٌ، فهم يقولون عن أنفسهم أنهم معصومون فلا مجالَ لصرف اللفظ عن معناه؛ لأنه قد يكونُ النصُ متواترا كما هو الحالُ مع القرآن ، فكلُ آياته متواترة، ولكن ليس بالضرورة أن تكون دلالةُ الآية صريحةً بل قد تحتاجُ للتفسير وربما ٩٠٪؜ من الآيات ليست صريحة في دلالتها على المعنى.

نخلص مما سبق؛ أنه من الضرورة لكل شيعيٍ اثني عشري أن يصدقَ بعصمتهم، والمنكرُ لها بعد أن ثبت له دليلُها العقليُ والنقليُ إنما هو مكذبٌ لهم عليهم السلام.

ووفقا لكل ما سبقَ، لا ينطلي علينا التلاعبُ بالمصطلحاتِ وإغراقِ المستمعينَ في مسألة القضية النظرية والقضية الضرورية ومن ثَمَّ الخروجُ بنتيجة مفادُها أن العصمةَ ليس ضرورة مذهبية..كلُ ذلك تلاعبٌ مكشوفٌ. فبعد أن ثبتَ تواترُ النصِ على عصمتهم بجانب الدليلِ العقلي فلا مسوغ لشيعي أنْ يُنكرَ عصمةَ النبي (ص) وعصمةَ أهل بيته عليهم السلام.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . عباس هاشم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/05/25



كتابة تعليق لموضوع : العصمة ثابتة عقلا ونقلا والتلاعب بالمصطلحات مكشوف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net