الحيدري و تحريف الكلم ببتر الروايات
د . عباس هاشم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . عباس هاشم

يقول الإمام علي (ع) : إنما حقي على هذه الأمة كرجل له حق على قوم إلى أجل معلوم، فإن أحسنوا وعجلوا له حقه قبله حامدا وإن أخروه إلى أجله أخذه غير حامد وليس يعاب المرء بتأخير حقه إنما يعاب من أخذ ما ليس له وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إلي عهدا فقال يا بن أبي طالب لك ولاء أمتي، فإن ولوك في عافية وأجمعوا عليك بالرضا فقم بأمرهم، وإن اختلفوا عليك فدعهم وما هم فيه فإن الله سيجعل لك مخرجا "
يستعين السيد الحيدري بهذا النص ليستنتج أن الإمام لم يقل أن النبي (ص) نص عليه بل كان يقول أنه أحق بالخلافة وأنه الأعلم والأكفأ..وأن النبي صلى الله عليه وآله، مجرد اقترح انتخاب الإمام علي (ع) ولم ينص على تعيينه، ونفى وجود نص جلي على تعيينه. ولأن الباطل ضعيف فالحيدري يدين نفسه بنفسه ويتعثر في أثوابه الجديدة التي لا تناسب مقاسه بين جملة وأخرى، حيث يقول وهو يرجح أن النبي قد اقترح عليهم اختيار علي (ع)، وينطق على لسان النبي قائلا أنه قال لهم إذا اردتم الطريق المستقيم فعليكم بعلي واذا لم تختاروه فقد عصيتم..!!
فكيف يجتمع أنه اقترح عليهم مجرد اقتراح، ثم يعتبرهم عصاة إن لم يختاروا عليا؟ اعتبارهم عصاة يعني أنه لم يخيرهم ولم يقترح عليهم، بل عيّن لهم تكليفهم، فهذه وظيفة النبي (ص) فهو حريص على مصلحتهم، ومكلف بهدايتهم وادخالهم الجنة، فلا يمكن أن يسمح لهم اختيار طريق فيه هلاكهم وأن يتركهم في الضلال والفوضى.
والحق أن النبي ليس في إطار ما ذهب إليه الحيدري، بل في إطار أن يقول له النبي أن لا يعرّض نفسه للخطر والقتل فيما لو لم يستخلفوه، والدليل تكملة هذا النص الذي أهمله الحيدري ربما غفلة منه، حيث يكمل الإمام قائلا: "فنظرت فإذا ليس لي رافد ولا معي مساعد إلا أهل بيتي فضننت بهم عن الهلاك ولو كان لي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله عمي حمزة وأخي جعفر لم أبايع كرها"
وفي الرواية أن الإمام يقول أن النبي نص عليه نصا فقال للصحابة: "انه وليكم بعدي" فلماذا لم يذكر الحيدري هذا النص الجلي وغيره من نصوص الرواية التي تنسف ما ذهب إليه نسفا؟
المحاضرة كاملة للسيد كمال الحيدري (حتى الدقيقة ١٤
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat