... هكذا قالت إحدى النساء العراقيات وكنتُ بجانبها عندما وقفنا قرابة هذا السياج الحديدي الذي يفصلنا عن قبر أسد الله وأسد رسوله الحمزة بن عبد المطلب، ولا نكاد نميزه عن الأرض الخالية لولا شاهدة القبر الصغيرة وحمامات ترتفع وتهبط بطمأنينة.
قالت هذه المرأة كلمتها وأرخت عينيها بالدموع، وبكى معها النساء والرجال، (حتى إنت يالحمزة) رغم أنك لست خاصاً بالشيعة فقط، رغم أنك لست في البقيع، لكنهم أيضاً هدموا قبتك ومناراتك، وحالوا بيننا وبين قبرك وشم ترابه، ذلك التراب الذي صُنعت منه أول مسبحة، كَوّرت حباتها أنامل مولاتنا فاطمة عندما كانت تزورك وتبكي على قبرك.
لولا هذا السياج لأهديناك مسبحة من تراب شهيد كربلاء، ابن الزهراء، ليكون سلوى لهذه الحجارة المهدمة بعدما كانت فاطمة ترمّها وتُصلحها.
حُبس عنّا قبرك كما حُبس من قبل الدمع عليك حتى قام رسول الله طائفاً حول بيوت المدينة وهو يقول مستنكراً: الحمزة لا بواكي له.
لكننا نشكو فقد نبينا وغيبة ولينا، وبقيامه أملنا بأن ترتفع قبابكم ويطوف ونطوف حولها.
_ زهراء حسام
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat