خَيار الدين وخَيار العولمة
زهراء حسام
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زهراء حسام

في هذا العام الكثير من الناس يقول أن الإقبال على المجالس الحسينية كبير جداً سيّما الشباب والأطفال، وقد وجّه المرجع الأعلى رسالة شكر الى كل الحاضرين في المجالس الحسينية وخصص شكره للشباب والأطفال منهم، وقد قرأ هذه الرسالة عدد من المتصدين الذين سلّمهم السيد هذه الرسالة، ومنهم الشيخ حسين آل ياسين في فيديو قد انتشر مؤخراً. لو سألنا ما أسباب هذا التزايد، فلا شكّ أن أحدها هو إدراك أهميّة المجالس صار أكبر، فالأخطار محدقة من كل جانب وهي لا تستهدف الدين فقط بل حتى الفطرة والبديهيات الإنسانية، فمن يعقل أن يصل الإنسان الى أن يخترع أجناساً غير الذكر والأنثى! فالمجلس هو الحصن والدرع الذي نحمل إليه أطفالنا، واثقون به ثقة أم موسى بعد إلقاء ولدها في اليم. فالمجالس فيها بُعد غيبي من مجرد ذكر سيد الشهداء وبركته وما يضيفه على روح الإنسان، إضافة للبعد العملي فالمجلس إشغال للوقت، وتذكرة بسيرة أبي عبد الله وإحضار لأهداف ثورته، التي يمكن تحصيلها بمجرد سماع كلمة في لطمية أو محاضرة تجعلنا نعيد حساباتنا جيداً، ومن يفشل مرة يحاول مرّات. لذلك فإن الناس كأنما أصبح أمامهم خيارين، خيار كرامة الإنسان وخيار انحطاط الإنسان، والأول هو الخيار الذي يطرحه الدين منذ آلاف السنين عن طريق أنبيائه وأوليائه، والثاني تطرحه العولمة بكل المسميات ابتداءً من الحرية الشخصية والتطور والمواكبة وصولاً الى الشذوذ، فلم تعد هناك ضبابية لكل ذي عينين، ولا منطقة رماديّة يختار فيها من هنا وهناك. لقد أدرك الكثير أن خيارات العولمة الذي اختار البعض سلوك طريقه، فهو في الحقيقة نهايته ليست إلا رجل متحول الى امرأة وامرأة متحولة الى رجل، وأحياناً الى كلبٍ وخنزيرٍ أيضاً!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat