الوفاء للمعلم في العتبة الكاظمية المقدسة
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

اجتمعت الأبدان التي أنهكتها مهنة الأنبياء والمصلحين، حيث احدودب الظهر من أجل يستقيم رجال الأمة، وضعف نور البصر لينيروا للجيل درب الخير والفلاح، واشتعل الرأس شيبًا هَمًّا وهلعًا على الأبناء لأجل الصلاح والإصلاح .. إنها ثلة صالحة من المربِّين، ترى فيهم آمالًا وآلامًا لمسيرة العمر الطويلة بين المدرسة والتلميذ، بين مسيرة الصراع لأجل الثبات بوجه الجهل والجاهلين، مسيرة عاشوا فيها مرارة الأيام وقسوتها، ولكن لم يقفوا عند ذلك ليقينهم أنَّ طريقهم هو طريق المصلحين .. اجتمعوا ليتشرف كُلُّ تلميذ بين يدي معلِّمه الذي علَّمه كيف يقرأ ويكتب، وعلَّمه كيف يختار طريق النجاح، وعلَّمه كيف يحترم الآخرين فيكون له ذلك المقام بينهم، وعلَّمه أنَّ المعلم هو الأب الثاني بل لعله الأول .. إذًا وقفوا لينظروا إلى آبائهم، ويتشرَّفوا بلقائهم، ويجلسوا صغارًا بين أياديهم ويعترفوا لهم أنكم الأصل ونحن فروعه، وأنكم الشجر الطيب ونحن ثماره .. فلله دَرُّ القائمين على هذا المشروع تأسيسًا وتشجيعًا وإقامةً ومشاركةً .. ولله دَرُّ الأخ الكريم أمين العتبة وهو يقبِّلُ رأس كُلِّ معلِّمٍ بمنظرٍ تدمع العين له سرورًا، حيث يقبِّلُ التلميذ معلِّمه ويعترف له بالفضل الجميل، لقد كنت أتأمَّل في تجاعيد وجوه المعلمين والمعلمات وأقول ماذا تحمل تلك من تاريخ .. لقد كنت أتأمَّلُ في بريق عيونهم .. وأتأمَّلُ في إنصاتهم .. وهدوئهم .. وسكينتهم .. ثم في ابتسامتهم .. وكأنَّ هناك نسمة من ريح الوفاء أهديت إليهم؛ ليعيشوا عبق الجميل الذي لا بد منه .. ولا أخفيكم القول إنما حضرت هذا الاحتفاء العظيم، بل آثرت حضوره على كُلِّ عمل؛ لأجل غايات ثلاث: أولها: كرامة للمعلم والتي لا بد من أدائها .. وثانيها: كرامة للمؤسس الأسعد لهذا اللقاء المبارك .. وثالثها: مشاركة لتأسيس هذه اللبنة في طريق الوفاء لأهل الوفاء ..
تحية لكم وسلام واعتذار
عماد الكاظمي ✍🏻
الأحد ١٥ ربيع الميلاد ١٤٤٥هج
١ تشرين الأول ٢٠٢٣م
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat