موسوعة الإمام أمير المؤمنين "عليه السلام" في شعر الكاظميين جهد علمي أدبي توثيقي مبارك في رحاب سيد الوصيين علي بن أبي طالب "عليه السلام"، يقدِّمه اليوم الباحث المحقق الأستاذ عبد الكريم الدباغ الكاظمي "وفَّقه الله" إلى المكتبة الإسلامية التي هي بحاجة متجددة إلى الجهود العلمية في سيرة سادة الخلق؛ للتعرف على مقامهم ومنزلتهم وآثارهم في التراث الإنساني من جهة، واتخاذهم أسوة نحو التكامل من جهة ثانية، وبعث روح الهمَّة في الأمة بالتعرف على تاريخها العقدي المشرق الذي تفخر بالانتماء إليه، والتضحية من أجله على مر العصور من جهة ثالثة ..
وحاجة المكتبة الأدبية إلى هذه الألفاظ والمعاني والقوافي التي تتسابق في توثيق مشاعر جيل من الأدباء، حاولوا أنْ يترجموا محبتهم وولاءهم وعقيدتهم بطريقتهم المعهودة، وبمنهجهم الخاص القائم على تلك الصور الشعرية الرائعة، التي تأخذ النفس والفكر إلى عالم آخر من العوالم التي تعيشها هذه النفس الإنسانية، فتتذوَّق لذة أخرى من اللذات التي تهواها، وتبحث عنها، بل توثِّق قوافٍ تفخر بسجودها على أعتاب باب علي الدهور، بل على وحي اسمه ومقامه ..
وهي رسالة في الوقت نفسه إلى المثقفين عامة في بعث روح الهمَّة والجد والاجتهاد إلى العلم وإحيائه وتوثيقه ونشره، وعدم الاعتذار أو التعذُّر بأسباب مختلفة تؤدي إلى ضياع أعظم ثروة للفكر الإنساني، وخصوصًا في مثل هذه الأوقات التي يمر بها العالم الإنساني حيث تخطيط مؤسسات المكر والشر تجاه تهديم الفكر والحضارة، وتزوير الحقائق، وتشويه المعالم، وإبعاد الأمة عن ماضيها العريق وتراثها الكبير التي هي بأمس الحاجة إلى إحيائه ونشره والتعريف به ..
إنَّ تأليف هذه الموسوعة بأجزائها الستة حيث جَمْعُ الشعر من بطون الدواوين المطبوعة والمخطوطة، وتتبُّعُ القصاصات الورقية، واقتناصُ الأبيات من المؤلفات، ومراجعةُ الشعراء، والتوسُّلُ للوصول إلى أبنائهم وأحفادهم على اختلاف مشاربهم ومآربهم، ثم كتابتها وهو الشعر وما أصعبه، ومراجعته، وتدقيقه، وطباعته، فضلًا عن الفهارس المختلفة، وصرف الصحة والمال لأجل إخراجها إلى النور، حيث تزيِّن المكتبات العامة، ومكتبات المختصين والشعراء الذين تضمَّنتها أسماءهم وأشعارهم لهو حق مصداق لقوله تعالى: ((وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)).
فهنيئًا لأخينا الفاضل هذا الجهاد في الله .. وفي أيام الله .. وفي ضيافة الله .. وفي محبة وولاء أخي رسول الله ونفسه ووصيه .. وتقبلها الله بأحسن قبوله، وجعلها ذخرًا ليوم الحوض حيث الفخر كل الفخر عند صاحبه .. والسلام
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat