صفحة الكاتب : د . حميد مسلم الطرفي

تأملات في ذكرى ولادته (ص) 
د . حميد مسلم الطرفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

- [ ] حضارتان عريقتان جذورهما غائرة في عمق الزمن ، لهما من ملامح العمران والبناء ما ظل منه قائماً حتى اليوم وفيهما من مظاهر التفسخ والانحلال ما ذكرته كتب التاريخ ، الفرس في الشرق والروم في الغرب يتنافسان على الجاه والسيطرة ويتناطحان عسكرياً ويتبادلان الربح والخسارة في المعارك ، حتى ضعفت كلتا الدولتين وبان عليهما الخوار . 

- [ ] الجزيرة العربية ليس فيها من الغنائم ما يغري كسرى وقيصر ، الفقر والحرمان يلف بالعوام من الناس ، (يقتاتون القد ويشربون الطرق ويتخطفهم الناس من حولهم ) ، يئدون البنات ، وينهبون بعضهم بعضاً ، غزوات وثارات ، فتزيد فقرهم فقراً وتفرقهم تفرقاً . 

- [ ] العقلاء وأهل الحل والعقد في الجزيرة عاجزون عن أن يأتوا بحل أو مشروع يستنقذهم من الجهالة وحيرة الضلالة ، فالفتق أكبر من الراتق ، ولكنهم ينظرون في السماء ويقرأون كتب من قبلهم فيأنسون ويأملون ان هناك موعوداً قادماً يملأ الفراغ ، ويبعث الحياة ، ويزيل الكربات عن هذه الامة ولكنهم لا يعلمون متى بالتحديد ومن هو بالتحديد ، نعم يتحدثون عن صفاته وخوارقه ولكن لا يقين بمتى وكيف ومَنْ .

- [ ] بهذه الظروف ولد الأمل وجاءت البشارة وبدت العلامات عند ذوي العقول الراجحة والتساؤلات حول علامات في السماء والارض ، أنَّ شيئاً ما قد حدث ، وان النبي الموعود قد اقترب منا وربما هو بين ظهرانينا حتى بلغ الاربعين وهي في عمر الحضارات الكبرى والاحداث التاريخية ليست مدة طويلة . 

- [ ] بُعِث الخاتم والصادق الأمين ليُبدِلَ الخلافات ألفةً ، والفرقة وحدةً ، والخوف أمناً  ، والجهل علماً ، والعنصرية انسانيةً ، والقبيلة أمةً ، فلا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى ، ولا لقرشي على حبشي الا بالعمل الصالح . أبدل وأد البنات إلى تفاخر بولادتهن فهن بعد بعثته رياحين ، يأنس بهن المبعوث رحمةً للعالمين ، وبات لهن مثل الذي  عليهن بالمعروف ، (هذا هو دين محمد)  ، عبارة يتناقلها الناس في مكة ثم المدينة ثم الجزيرة والبحرين وبلاد الشام حتى أنارت المشرقَيْن والمغربَيْن ، وباتت حضارة الاسلام وصوت اشهد ان محمداً رسول الله يملأ الآفاق . 

- [ ] اننا اليوم نتطلع الى الامل الموعود اسمُهُ اسمه وكنيته كنيته ، مجدد دينه ، مفشي العدل ومبير الظلمة وعسى ان يكون ذلك قريبا .             الصلاة والسلام على رسول الله محمد واله الطيبين الطاهرين .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حميد مسلم الطرفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/10/02



كتابة تعليق لموضوع : تأملات في ذكرى ولادته (ص) 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net