صفحة الكاتب : الشيخ محمد آل حيدر

تحير الأديب الحسيني
الشيخ محمد آل حيدر

 أجمل مافي الأدب وخصوصا الشعر أمران؛ الصورة الشعرية الخلابة، والألفاظ اللغوية العذبة، ولهذا يحاول الأديب أن يتميز دائما بهذين الجانبين، ففي الصورة الشعرية يحاول الأديب تشبيه الأشياء بصورٍ أخرى بعيدةٌ عن حقيتها، آخذةٌ بالخيال الى أبعد مدياته، ليربط بين معنيين تصويريين، فهذا عنترة العبسي يريد أن يقبل سيوف الأعداء في المعركة لأنها تلمع كثغر عبلة الباسم، وهكذا يستمدون الشعراء صورهم من الترابطات والتشبيهات، ولكن الشاعر الحسيني يقع في حيرةٍ عظمى عندما يريد أن يبني صورة تشبيهيةً لمجريات الطف وشخوصه وأحداثه.. فهو بين حسينٍ مقطع الأشلاء مفرق الأعضاء محزوز الرأس مقطوع الإصبع مسلوب الثياب مخضوب بالدماء.. وبين كبيرة الزعامات النسوية العظمى وقد سُبيت في أذل حال وأشنع وصف، وبين رضعٍ مذبحين وشبابٍ مقطعين، مع أنهم جميعا خير أهل الأرض في الأرض والسماء، فهل من صورةٍ رثائيةٍ أعمق من هذه الصور.. ويرى صموداً لاتراجع فيه، وعزا لن تستذله السيوف والسبي، وموقفا تلو الموقف لسيدة الإباء زينب الكبرى، وأطفالاً لايشربون الماء المغمس بالذل، ونساءا تتوجت بالعفة والطهارة، ومن كل هذه الصور كيف يجد التشبيه بغيرها، وقد تمكن الأديب الحسيني أن يتجاوز هذه الإشكالية الفنية، بل والفكرية، بأن وصف المشاهد الحقيقية، وترك التشبيهات هو الإسلوب البياني الأنجع .. فحفظ الشعراء تفاصيل مهمة، وصاغوا الواقعة بألفاظٍ تناسب الفاجعة.. فتركوا القلوب حرى والدموع عبرى، والحياة مرة.. فالسلام على الحسين وخدامه ..اللهم  مع الحسين وعلى هداه بحقه وحق جده وأبيه وإمه وأخيه والتسعة من ذريته وبنيه                                                                                                      


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ محمد آل حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/08/31



كتابة تعليق لموضوع : تحير الأديب الحسيني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net